يستعد بابا الفاتيكان البابا لاوون الرابع عشر، اعتبارًا من الخميس المقبل، لبدء أول جولة خارجية له منذ انتخابه، حاملاً رسالة تضع الحوار بين الأديان والسلام في صدارة اهتماماته، في وقت يغلي فيه الشرق الأوسط بالتوترات والصراعات المتلاحقة.
وتمتد الجولة ستة أيام، من 27 تشرين الثاني/ نوفمبر إلى 2 كانون الأول/ ديسمبر، وتشمل محطتين بارزتين: تركيا ولبنان.
بابا الفاتيكان يبدأ جولته من تركيا
ويفتتح البابا رحلته من تركيا، حيث يحيي الذكرى الـ1700 لمجمع نيقية، الذي وضع أساس "قانون الإيمان" المسيحي المشترك بين معظم الكنائس.
وتأتي هذه المحطة في لحظة حساسة يشهد فيها العالم المسيحي انقسامات متزايدة على وقع التوتر الروسي–الأوروبي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، بما يضفي على دعوات الوحدة المسيحية أهمية استثنائية.
بابا الفاتيكان يلتقي الرئيس التركي
وخلال الزيارة، يلتقي البابا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، كما يزور المسجد الأزرق في إسطنبول، في خطوة ترسّخ رؤيته للتقارب بين الإسلام والمسيحية.
أما المحطة اللبنانية، فتُعد الأكثر رمزية، إذ يترقّب اللبنانيون زيارة الحبر الأعظم وسط انهيار اقتصادي غير مسبوق منذ عام 2019، وتردي الخدمات، وتداعيات انفجار مرفأ بيروت، وصولاً إلى آثار المواجهات الأخيرة مع إسرائيل.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
لبنان تنتظر البابا
ويقول فنسان جيلو، مدير مكتب لبنان وسورية في مؤسسة "عمل الشرق"، إن اللبنانيين ينتظرون من البابا كلمة حق تجاه الطبقة السياسية، إلى جانب دعم ملموس للمؤسسات التي تقف في الصفوف الأولى لتأمين الخدمات الصحية والتعليمية.
وأشار سفير لبنان في الفاتيكان، فادي عساف، إلى أن الزيارة ستسلّط الضوء على الأزمات المتشابكة التي يعيشها البلد، فيما تتواصل التحضيرات في المناطق التي سيزورها البابا، من تعبيد الطرق إلى تعليق صور ترحب به، ولافتات تؤكد "لبنان يريد السلام".
ورغم مرور عام على وقف إطلاق النار في الجنوب، ما يزال الجيش الإسرائيلي يشن غارات يومية تستهدف مواقع يقول إنها مرتبطة بحزب الله، وسط ضغوط دولية متزايدة لنزع سلاح الحزب، وهي مهمة شديدة الحساسية للمؤسسة العسكرية اللبنانية.
لقاء مع الشباب اللبناني في الهواء الطلق بحضور مائة شخص
وتتضمّن أجندة البابا لقاءً موسعًا مع الشباب اللبناني، وقداسًا في الهواء الطلق يحضره نحو مئة ألف شخص، إضافة إلى صلاة صامتة عند محيط مرفأ بيروت إحياءً لذكرى الانفجار الذي أودى بحياة 229 شخصًا.
كما يزور مستشفى متخصصًا في الطب النفسي، في لفتة تسلّط الضوء على دور المؤسسات الخاصة والدينية في سدّ الفجوات التي تركها تراجع الدولة.
وفي تركيا، يحضر البابا صلاة مشتركة مع كهنة أرثوذكس على ضفاف بحيرة إيزنيك في بورصة، في موقع مجمع نيقية التاريخي، وهي الصلاة التي كان من المقرر أن يشارك فيها البابا الراحل فرنسيس.
وتكتسب هذه المحطة أهمية خاصة في ظلّ السعي لتعزيز التقارب الكاثوليكي–الأرثوذكسي في وقت تتعمّق فيه الانقسامات بين الكنائس الأوروبية والروسية.
وبين دعوات للسلام ورسائل للوحدة، يحمل البابا لاوون الرابع عشر إلى المنطقة جولةً تطلّ على جراحها المفتوحة، وتعيد التذكير بقوة الحوار في مواجهة أزمات لا تزال تتوسع يومًا بعد آخر.
اقرأ أيضا
بعد اغتيال الطبطبائي.. هل يجر حزب الله لبنان إلى مواجهة مع إسرائيل؟