أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الولايات المتحدة طالبت بضرورة الانتقال سريعًا إلى مرحلة إعادة الإعمار في غزة، بينما تصر إسرائيل على أن استعادة جميع الجثث المحتجزة يجب أن تسبق أي خطوات عملية في هذا الاتجاه.
الموقف الأمريكي: التركيز على الإعمار
واشنطن أوضحت عبر قنواتها الدبلوماسية أن الأولوية في المرحلة الراهنة هي إعادة بناء البنية التحتية المدنية وتوفير الدعم الإنساني للسكان، معتبرة أن الإعمار يمثل مدخلًا أساسيًا لتحقيق الاستقرار وتهيئة الأجواء لأي تسوية سياسية مستقبلية، المسؤولون الأمريكيون شددوا على أن استمرار الوضع الراهن يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من احتمالات التصعيد.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
الموقف الإسرائيلي: استعادة الجثث أولًا
في المقابل، أكدت مصادر إسرائيلية أن الحكومة لن توافق على بدء أي عملية إعمار قبل استعادة جميع الجثث المحتجزة في غزة، واعتبرت أن هذا الملف يمثل أولوية قصوى على المستويين السياسي والأمني، وأنه لا يمكن تجاوزه أو ربطه بمسارات أخرى.
تباين في الأولويات
هذا التباين بين الموقفين يعكس اختلافًا في ترتيب الأولويات؛ حيث ترى الولايات المتحدة أن الإعمار ضرورة عاجلة لتخفيف المعاناة الإنسانية، بينما تضع إسرائيل ملف الجثث في مقدمة جدول أعمالها، ويرى مراقبون أن هذا الخلاف قد يؤخر التوصل إلى تفاهمات شاملة، لكنه في الوقت نفسه يفتح الباب أمام وساطات جديدة لإيجاد صيغة توافقية.
أبعاد إنسانية وسياسية
الملف يحمل أبعادًا إنسانية بالدرجة الأولى، إذ يتعلق بكرامة الموتى وحقوق ذويهم، لكنه أيضًا يرتبط بالسياسة والأمن، ما يجعله معقدًا وصعب الحل، ويشير خبراء إلى أن الجمع بين الإعمار واستعادة الجثث في إطار تفاهم شامل قد يكون الطريق الأمثل لتجاوز الأزمة.
في ختام التقارير، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر دبلوماسي قوله: "الولايات المتحدة ترى أن الإعمار لا يحتمل التأجيل، بينما إسرائيل تعتبر أن استعادة الجثث شرط لا يمكن تجاوزه، التحدي الآن هو إيجاد صيغة توازن بين البعدين الإنساني والسياسي"، وهو ما يضع الملف أمام اختبار حقيقي في الأسابيع المقبلة.
طالع أيضًا:
من الملفات الأمنية إلى التعاون الاقتصادي.. إسرائيل ولبنان يوقعان اتفاقًا مشتركًا