تمرّ اليوم الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، الحدث الذي شكّل نقطة تحوّل دراماتيكية في مسار الصراع السوري الممتد منذ عام 2011، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من إعادة صياغة المشهد السياسي في سوريا والمنطقة ككل.
عام على التحوّل الأكبر في تاريخ سوريا الحديث
في مثل هذا اليوم، قبل عام كامل، انهار آخر أركان النظام السوري بعد سلسلة من التطورات المتسارعة، كان أبرزها تفكك الدائرة الأمنية الضيقة، وتراجع نفوذ الحلفاء الإقليميين، إضافة إلى موجات الاحتجاج الشعبي التي اتسعت بصورة غير مسبوقة في مناطق الساحل ودمشق.
وقد أفضى ذلك إلى انتقال السلطة إلى المجلس الوطني الانتقالي الذي تشكّل خلال ساعات حرجة، بدعم عربي ودولي، قبل أن يبدأ بمهامه في إدارة المرحلة الانتقالية والإشراف على إعادة بناء مؤسسات الدولة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
توازنات جديدة… ومرحلة شديدة التعقيد
رغم مرور عام على حدث السقوط، ما تزال البلاد تواجه تحديات معقدة، أبرزها:
تركة أمنية ثقيلة من الميليشيات والولاءات المتشابكة.
اقتصاد منهك بعد سنوات من الحرب والعقوبات.
انقسام مناطقي يحتاج إلى مقاربة سياسية شاملة تضمن وحدة البلاد.
تدخّل دولي واسع تحاول القوى الإقليمية والدولية إعادة ترتيبه بما يخدم مصالحها.
ومع ذلك، نجح المجلس الانتقالي خلال العام الماضي في تحقيق بعض الخطوات، أبرزها فتح المعابر الإنسانية، توحيد أجزاء من المؤسسة العسكرية، وإطلاق مسار دستوري تشاركي بمشاركة قوى المعارضة والمجتمع المدني.
الشارع السوري.. آمال معلقة وخوف من المجهول
لا تزال مشاعر السوريين متباينة. فبين تفاؤل حذر بعودة الدولة وبدء الإعمار، وبين خوف من انفجار الصراعات القديمة، يعيش المواطن السوري حالة ترقب ثقيلة.
ويقول نشطاء محليون إن “السقوط كان لحظة تاريخية، لكنها ليست النهاية… بل بداية طريق طويل نحو دولة مستقرة وعادلة”.
إقليميًا ودوليًا.. إعادة رسم الخرائط
أدى سقوط النظام السابق إلى إعادة ترتيب واسعة في موازين القوى بالمنطقة.
فالدول العربية تحركت سريعًا لإعادة سوريا إلى محيطها، بينما برزت تحولات في علاقة دمشق بكل من موسكو وطهران، اللتين تعيدان تقييم استراتيجياتهما بعد فقدان الشريك الأبرز في دمشق.
طالع أيضًا:
الرئيس الأوكراني: محادثات السلام مع واشنطن بنّاءة لكنها معقدة
