أكد د. سمير قاسم، مدير الوحدة الباطنية في المركز الطبي الكرمل، أن الإنفلوانزا هذا العام تبدو "أصعب من سنوات سابقة"، مشيرًا إلى تسجيل إصابات شديدة حتى بين أشخاص لا يعانون أمراضًا مزمنة، بالإضافة إلى حالات وفاة في صفوف الأطفال.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس،: أن الصورة الحالية "غير مطمئنة"، لكنها لا ترقى إلى مستوى خطورة الموجات الأولى من جائحة كورونا.
شدد د. قاسم على أهمية تلقي التطعيم، موضحًا أن اللقاح "يخفف شدة المرض بشكل ملحوظ"، وأن مشكلة المجتمع تكمن في التحرك المتأخر نحو التطعيم بعد ظهور حالات خطرة.
وأضاف أن الادعاءات حول تدهور صحة البعض بعد تلقي اللقاح غير دقيقة، لافتًا إلى أن التجارب العالمية في الأمراض الفيروسية أثبتت أن التطعيمات قادرة على الحد من انتشار العدوى والسيطرة عليها.
وأشار د. قاسم إلى أن فيروس الإنفلوانزا يُطور نفسه سنويًا، وقد يصبح أشرس أو أضعف تبعًا للتغيرات، موضحًا أن "الفيروس هذا العام يبدو أعنف"، وأن الخطورة لا تنحصر في الإصابة الفيروسية فقط، بل في الالتهابات البكتيرية التي قد تليها نتيجة تضرر جهاز المناعة في الرئة، وهو ما يُعرف بـ "السوبر إنفكشن".
وأكد أن هذا النوع من المضاعفات يؤدي إلى تدهور حاد يتطلب العلاج بالمضادات الحيوية وإدخال بعض المرضى إلى المستشفى.
اكتظاظ في المستشفيات
وحول وضع المستشفيات، أوضح أن الأقسام الباطنية بدأت تشهد اكتظاظًا مبكرًا، خاصة بين كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، بينما يتوجه الشباب عادة لتلقي العلاج ثم يغادرون إلى منازلهم.
وأكد أن وزارة الصحة لم تُصدر بعد تعليمات تلزم بارتداء الكمامات، لكنه لا يستبعد صدور مثل هذه القرارات قريبًا، مشيرًا إلى أن العديد من المواطنين بدأوا باستخدام الكمامات في الأماكن المزدحمة من تلقاء أنفسهم.
ونصح د. قاسم المواطنين بتجنب زيارة المستشفيات إلا للضرورة، وعدم اصطحاب الأطفال إلى الأقسام الداخلية، والاكتفاء بأعداد قليلة في الزيارات، معتبرًا أن "الوقاية خير من كل علاج".
كما دعا المصابين بالإنفلوانزا إلى الامتناع عن التواجد في الأماكن العامة حفاظًا على سلامة الآخرين.
وحول التوقعات بشأن ذروة الإنفلوانزا هذا الموسم، أوضح أن الأوج عادة يكون بين شهري يناير وفبراير، وأن بدء الموجة مبكرًا لا يعني بالضرورة تقديم موعد الذروة، مرجعًا ذلك إلى نسبة التطعيم ومدى التزام الناس بإجراءات الوقاية.