قال المحلل السياسي والباحث في قضايا الصراع نزار نزال إن اجتماع القيادة الأمريكية في الدوحة يأتي في إطار سعي الولايات المتحدة إلى تشكيل ما يسمى "قوة الاستقرار" التي تخطط لنشرها في قطاع غزة مطلع العام المقبل، في محاولة لتجاوز فكرة السيطرة العسكرية المباشرة دون المرور بمحطات سياسية.
وأوضح نزال أن هذا التصور يعكس رؤية إسرائيلية جرى بلورتها سابقا على يد شخصيات مثل جاريد كوشنر وتوني بلير، مشيرا إلى أن واشنطن تشعر بإحراج متزايد في حال فشل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الوسطاء والمجتمع الدولي.
وأضاف أن المؤتمر يشكل حراكا دوليا هدفه حشد دول للمشاركة في هذه القوة، وسط حديث عن مشاركة ما بين 25 إلى 40 دولة، إلا أن عدد الدول الفعلي ما زال غير واضح، كما أن الحماسة الدولية تبدو محدودة بسبب الغموض الذي يلف مهام هذه القوة.
وأكد نزال أن "قوة الاستقرار" ليست جزءا من المنظومة الدولية المعروفة، موضحا أنه لا يوجد في القانون الدولي تعريف لهذا النوع من القوات، بخلاف قوات حفظ السلام أو فرض السلام، الأمر الذي يثير مخاوف الدول من إرسال جنودها إلى مهام غير محددة.
وأشار إلى أن إسرائيل تطمح إلى أن تقوم هذه القوة بمهام أمنية نيابة عنها، بما في ذلك الصدام المباشر مع حركة حماس ونزع سلاح المقاومة، وهو ما ترفضه حماس التي تؤكد أنها لا تسلم سلاحها إلا لقيادة فلسطينية وطنية خالصة.
ولفت نزال إلى وجود فيتو إسرائيلي على مشاركة دول بعينها، وعلى رأسها تركيا، رغم الضغوط التركية والقطرية لإشراك أنقرة، مؤكدا أن تركيا اليوم دولة وازنة وعضو رئيسي في حلف الناتو، وترتبط بعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة.
وختم بالقول إن إسرائيل لم تراجع حساباتها بعد في ظل التحالفات الإقليمية المتغيرة، محذرا من أن استمرار النهج الحالي قد يقود إلى تصعيد أوسع، في ظل غياب مسار سياسي تفاوضي حقيقي يفضي إلى الاستقرار والسلام.