قال سيادة المطران وليم شوملي، إن أجواء عيد الميلاد هذا العام تعكس قوة التآخي والعيش المشترك بين أبناء الطوائف المختلفة، رغم ما شهدته بعض المناطق من أحداث صعبة، مؤكدا أن القيم الإنسانية والوطنية كانت أقوى من أي محاولات للمساس بروح العيد وقدسيته.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أنه شارك في مدينة جنين إلى جانب المحافظ والجهات الأمنية وممثلين عن اللجنة الرئاسية وشخصيات دينية، حيث جرى إضاءة شجرة الميلاد مجددا، مشيرا إلى أن هذا المشهد جسد قدرة المجتمع على تحويل الضرر إلى قوة، والشر إلى خير، وتجديد قيم العيش المشترك وتعزيز النسيج الاجتماعي.
وأضاف أن ما جرى في جنين شكل حدثا لافتا عكس لحمة أبناء المجتمع الواحد، مؤكدا أن أبناء هذه الأرض يثبتون مرة تلو الأخرى قدرتهم على الحفاظ على الفسيفساء الجميلة التي تميز الأرض المقدسة، والتي هي للجميع دون استثناء.
وشدد المطران شوملي على أن الدفاع عن هذه اللحمة الوطنية يتطلب جهدا دائما وأعمال محبة، وعدم الانغلاق أو التقوقع، مشيرا إلى أن التآخي الإسلامي المسيحي هو ثمرة حقيقية لرسالة الميلاد، التي تدعو إلى تجاوز الانقسامات وتعزيز القيم المشتركة.
وأشار إلى أن رسالة الميلاد تحمل معاني الخلاص الإنساني العميق، موضحا أن أخطر ما يواجه الإنسان ليس المرض أو الألم الجسدي، بل الشرور التي تنهش الإنسانية من الداخل، مثل العنصرية والأنانية والكبرياء والكراهية، والتي تقود في النهاية إلى الصراعات والحروب، مؤكدا أن الانتصار الحقيقي يكون بالانتصار على الذات وتغليب المحبة والنور على الظلام.
وفي ما يتعلق بالأطفال، أكد شوملي أن عيد الميلاد يعيد إليهم مظاهر الفرح من خلال الشجرة، والهدايا، والترانيم، وأجواء العيد العائلية، لافتا إلى أن هذه العلامات المحسوسة ضرورية لتعزيز الابتسامة في وجوههم بعد ما مروا به خلال السنوات الأخيرة، في حين يحتاج الكبار إلى تعميق معاني المحبة والتآخي في حياتهم اليومية.