أدانت جبهة النقب – الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في بيان صدر اليوم الأحد، ما وصفته بـ"الاقتحام العنيف والاستفزازي" الذي نفذته قوات الشرطة في قرية ترابين الصانع، تحت ذريعة "مكافحة العنف"، وأكد البيان أن العملية تخللتها ممارسات تنكيل وتضييق بحق المواطنين، في انتهاك صارخ لكرامتهم وحقوقهم.
سياق التحريض العنصري
شددت جبهة النقب على أن هذا الاقتحام جاء في سياق تحريض ممنهج تقوده جمعيات وصفتها بـ"الفاشية"، وعلى رأسها جمعية "رغافيم"، التي دأبت على استهداف القرى العربية في النقب والتحريض عليها.
وأوضحت أن هذه الأجواء التحريضية تمهّد لممارسات قمعية على الأرض، وتزيد من حالة الاحتقان بين السكان.
زيارة بن غفير للقرية
وأضاف البيان أن إقدام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير على اقتحام القرية بنفسه لاحقًا لا يمكن فهمه إلا كخطوة استفزازية واستعراضية تهدف إلى "صبّ الزيت على النار"، وتكريس نهج القمع بدل معالجة حقيقية لقضية العنف، وأكدت الجبهة أن الحل لا يكون عبر الاقتحامات أو إرهاب الناس، بل عبر العدالة والحقوق والتنمية ووقف سياسات التمييز.
تحميل المسؤولية للحكومة
حمّلت جبهة النقب الحكومة والوزير بن غفير المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد أو تداعيات خطيرة قد تنجم عن هذه الخطوات، مؤكدة وقوفها الكامل إلى جانب أهالي قرية ترابين الصانع في مواجهة ما وصفته بالسياسات العنصرية.
فيديو متداول لبن غفير
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة مقطع فيديو يظهر فيه الوزير بن غفير وسط رجال الشرطة، وهو يصرّح بأن الشرطة "جاءت لتعمل هنا ولإعادة النظام"، في مشهد أثار جدلاً واسعًا بين المواطنين والناشطين.
اعتقالات في النقب
ومن جانبها، أعلنت الشرطة أنها اعتقلت يوم أمس السبت عددًا من المشتبه بهم في بلدة جبعات بار، على خلفية حرق سيارات، وأوضحت في بيان أن العشرات من رجال الشرطة بمساندة وحدات خاصة وحرس الحدود نفذوا نشاطًا في قرية ترابين الصانع، حيث تم اعتقال ستة أشخاص يشتبه بتورطهم في أعمال عنف واستخدام أسلحة عسكرية مسروقة، من بينهم ثلاثة مشتبه بهم في حرق السيارات.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وأضاف البيان أن أربعة من سكان القرية خرجوا لاحقًا للقيام بأعمال انتقامية في بلدات مجاورة، ما أسفر عن إلحاق أضرار بعشرات السيارات، وأكدت الشرطة أن العملية تأتي ضمن حملة "نظام جديد" التي أطلقها الوزير بن غفير ومفوض الشرطة داني ليفي.
في ختام بيانها، قالت جبهة النقب: "إن ما جرى في ترابين الصانع ليس مكافحة للعنف، بل استعراض عنصري واستفزازي يهدد الاستقرار في النقب. نؤكد دعمنا الكامل لأهلنا في القرية، ونحذر من تداعيات هذه السياسات التي لن تجلب سوى المزيد من التوتر."
وبهذا، يبقى المشهد في النقب مفتوحًا على احتمالات التصعيد، وسط جدل واسع حول جدوى هذه العمليات الأمنية وما إذا كانت تسهم في معالجة العنف أو تزيد من حدته.
طالع أيضًا: