يرى الدكتور مصطفى البرغوثي، أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن القمة العربية والإسلامية الثالثة التي عقدت مؤخرًا شهدت اختلافًا جوهريًا في طبيعة قراراتها مقارنة بـ القمتين السابقتين.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "هذه القمة ركزت هذه المرة على ثلاثة أهداف رئيسية: التضامن مع قطر، وهذا ما تحقق من حيث سرعة الانعقاد، إضافة إلى دعم الشعب الفلسطيني ووقف العدوان في غزة، وإعادة النظر في العلاقات الدفاعية والأمنية مع إسرائيل".
وأشار البرغوثي إلى أن القمة فتحت لأول مرة بشكل صريح الباب أمام فرض المقاطعة والعقوبات على إسرائيل، مؤكداً أن الاختبار الحقيقي للقمة يكمن في مدى تنفيذ الدول لهذه القرارات، لا مجرد التصريحات.
كما أشار إلى ضرورة متابعة قرار محكمة الجنايات الدولية باعتقال مجرمي الحرب منهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه، وإمكانية مراجعة عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة.
نقطة التحول
وتابع: "هناك نقطة تحول كبيرة تتمثل في إدراك الدول العربية والإسلامية أن الولايات المتحدة لم تعد تحمي أحداً كما في السابق، وأن الحماية التي كانت توهم البعض بها زالت، الولايات المتحدة كانت على علم بضربات إسرائيل خاصة الضربة الأخيرة على قطر، وكانت مشاركة بشكل غير مباشر، مما يكشف تورطها في العدوان".
وحذر البرغوثي من انهيار منظومة التطبيع مع إسرائيل، خاصة في ظل تصريحات نتنياهو التي أشار فيها إلى عزلة اقتصادية إسرائيلية متزايدة.
فرصة الدول العربية والإسلامية
وأوضح: "الشعب الفلسطيني يدفع ثمن هذه السياسات العدوانية بدماء أبنائه ودمار غزة، لكنه أكد أن الفلسطينيين لن يستسلموا أمام هذه الأعمال".
وأضاف أن هناك فرصاً كبيرة للدول العربية والإسلامية لاستغلال قدراتها الاقتصادية والتحالفات الإقليمية للضغط على الولايات المتحدة لتغيير موقفها، خاصة عبر فرض مقاطعة شاملة على إسرائيل تشمل قطع العلاقات وطرد السفراء وإغلاق الأجواء الجوية أمام إسرائيل.
واختتم البرغوثي بتأكيد ضرورة مراجعة مفهوم الأمن العربي والاعتماد على الذات، محذراً من أن الاستمرار في الاعتماد على الحماية الأمريكية سيؤدي إلى عجز كبير للدول العربية.