كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، اليوم السبت، أن إسرائيل أرسلت تحذيراً لإيران قبل تنفيذها هجومًا على منشآت عسكرية داخل الأراضي الإيرانية، محذّرة طهران من الرد، وفقًا لمصادر مطّلعة.
واستمر الهجوم حوالي أربع ساعات بدءًا من الساعة الثانية فجرًا، واستهدف منشآت تصنيع صواريخ ومصفوفات صواريخ سطح-جو وقدرات طيران إيرانية إضافية، زعمت إسرائيل أنها تُستخدم ضدها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء هجوم دقيق نفذه، فجر اليوم السبت، ضد مواقع عسكرية إيرانية في عدة مناطق، ردا على سلسلة من الهجمات التي شنتها إيران ضد إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، مؤكدا أن جميع الطائرات المشاركة عادت إلى قواعدها بسلام.
تحذيرات إسرائيلية ومحاولات تجنب التصعيد
قال موقع "أكسيوس" الأميركي إن إسرائيل أرسلت رسالة إلى إيران أمس الجمعة، قبل غاراتها الجوية الانتقامية، محذرة الإيرانيين من الرد، وفقا لما ذكرته ثلاثة مصادر مطلعة، وذلك في محاولة للحد من تبادل الهجمات المستمر بين البلدين ومنع تصعيد أوسع، وفقا للمصادر.
ونقلت إسرائيل رسالتها التحذيرية عبر طرف ثالث، وفق مصادر "أكسيوس"، التي أفادت بأن إسرائيل أبلغت إيران بالمنشآت المستهدفة والعواقب في حال الرد.
وأشار الموقع إلى أن الرسالة الإسرائيلية نقلت -خلف الكواليس- إلى الإيرانيين من خلال عدة أطراف ثالثة، وذكر أحد المصادر "أن الإسرائيليين أوضحوا للإيرانيين مسبقا ما الذي سيهاجمونه بشكل عام وما الذي لن يهاجموه".
وهددت إسرائيل بتنفيذ هجوم أكبر إذا ردت إيران، خاصة إذا تضرر مدنيون إسرائيليون.
وفي وقت سابق، قالت إيران إنها لا تريد حربا شاملة مع إسرائيل لكنها سترد إذا تعرضت للهجوم.
مراحل الهجوم وأهدافه
أكدت مصادر أميركية وإسرائيلية أن الهجوم نُفذ على ثلاث موجات:
الأولى: استهدفت منظومات الدفاع الجوي الإيرانية.
وركزت الموجتان الثانية والثالثة على قواعد الصواريخ والطائرات بدون طيار ومنشآت الإنتاج.
ونقلت قناة إسرائيلية عن مسؤولين عسكريين أن مئات الطائرات شاركت في الهجوم.
ردود فعل إيرانية على الهجوم الإسرائيلي وآثاره
نقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصدر مطلع تأكيده أن ادعاء الجيش الإسرائيلي باستهداف 20 موقعًا في إيران غير دقيق، مشيرًا إلى أن الأهداف الحقيقية أقل بكثير من ذلك.
وأضاف المصدر أن إسرائيل تسعى إلى تضخيم حجم هجومها الذي وُصف بالضعيف.
وفي الوقت نفسه، أعلن المتحدث باسم هيئة الطيران المدني الإيرانية أن الرحلات الجوية ستعود إلى وضعها الطبيعي اعتبارًا من الساعة التاسعة صباحًا.
وأكد المقر المركزي للدفاعات الجوية الإيرانية أن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن أضرار محدودة في بعض المواقع، موضحًا أن الهجمات استهدفت مواقع عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وعيلام.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن الدفاعات الجوية تعاملت بيقظة مع الهجوم، حيث أحبطت العملية الهجومية في الوقت المناسب.
وتحدثت المصادر عن أن العملية الهجومية التي نفذت باستخدام أجسام طائرة صغيرة تم إحباطها بنجاح، وأن الدفاعات الجوية تعاملت مع هذه الأجسام التي هاجمت شرقي طهران.
وفي سياق متصل، أكد موقع نور نيوز الإيراني أنه لا يمكن تجاهل العدوان الإسرائيلي، بغض النظر عن ضعفه وسعي إسرائيل لتضخيمه.
الولايات المتحدة: الهجوم "دفاع عن النفس"
وصف البيت الأبيض الهجوم الإسرائيلي بأنه رد دفاعي على هجوم إيراني سابق استهدف إسرائيل بصواريخ باليستية في أكتوبر الحالي.
ودعا المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، شون سافيت، إيران إلى وقف الهجمات، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجوم.
وتابع: "نحث طهران على وقف هجماتها على إسرائيل لإنهاء دوامة القتال من دون مزيد من التصعيد".
وأوضح مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، وفريقه للأمن القومي عملوا مع الإسرائيليين خلال الأسابيع الماضية لتشجيعهم على رد يتسم بالتناسب والدقة، وهذا ما تحقق ليلة أمس.
وتابع أن الرئيس بايدن ناقش الوضع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأسبوع الماضي، وحثه على اتخاذ إجراءات تردع الهجمات على إسرائيل، مع الحرص على تجنب المزيد من التصعيد، وهو هدف مشترك بين الطرفين.
وأكد المسؤول أنه في حال ردت إيران، فإن الولايات المتحدة مستعدة تماما للدفاع عن إسرائيل، وأن إيران ستواجه عواقب نتيجة أي هجوم آخر.
السعودية تستنكر الهجوم الإسرائيلي على إيران
أدانت المملكة العربية السعودية، اليوم السبت، الهجوم العسكري الذي تعرضت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتبرت ذلك انتهاكًا لسيادة إيران ومخالفًا للأعراف والقوانين الدولية.
وشددت السعودية على موقفها الثابت الرافض لاستمرار التصعيد وتوسع الصراعات في المنطقة، نظرًا لما تشكله من تهديدات لأمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها.
وكما دعت المملكة جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي تصعيد إضافي، محذرةً من العواقب المحتملة لاستمرار النزاعات العسكرية.
وطالع ايضا:
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.