حذر الباحثون في دراستهم التي نُشرت يوم الخميس من تزايد استخدام أدوية لإنقاص الوزن، مثل "أوزمبيك"، مشيرين إلى أن هذه الأدوية تزيد من خطر الإصابة بمشاكل في الجهاز الهضمي. على الرغم من أن هذه الآثار الجانبية نادرة، إلا أنه يجب مقارنتها بالمشاكل الصحية التي يمكن أن تنجم عن البدانة والتي يمكن تجنبها من خلال إنقاص الوزن.
فيما شدد الخبراء، على ضرورة وصف هذه الأدوية للمرضى الذين يمكن أن يستفيدوا منها فعليًا، ولكن يجب أن يكونوا مطلعين على مخاطرها ويأخذونها بإشراف متخصصين في مجال الصحة. دراسة أجريت في جامعة بريتيش كولومبيا الكندية أشارت إلى أن "مئات الآلاف" من الأشخاص قد يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي بسبب استخدام "أوزمبيك" وأدوية مماثلة في جميع أنحاء العالم.
ودرس الباحثون جزيء سيماغلوتايد المستخدم في دواءَي “أوزمبيك” و”ويغوفي” الرائجين، بالإضافة إلى ليراغلوتايد الذي يقوم عليه عقار “سكسندا”، وكلها من إنتاج شركة “نوفو نورديسك”.
أظهرت نتائج الدراسة أن المرضى الذين تم علاجهم باستخدام هذه الأدوية أكثر عرضة لخطر التهاب البنكرياس وانسداد الأمعاء بنسبة تسعة أضعاف وأربعة أضعاف على التوالي. أما فيما يتعلق بخزل المعدة، فكان الخطر أعلى بأكثر من ثلاث مرات.
أستاذة الطب الصيدلاني بيني وارد أشارت إلى أن هذه الأدوية يجب أن تُستخدم بحذر فقط من قبل المرضى الذين يعانون من أعلى درجات المخاطر الصحية أو المضاعفات المرتبطة بالسمنة. ودعا الدكتور سايمون كورك من جامعة "أنغليا راسكين" إلى تشديد التشريعات لضمان عدم وصف هذه الأدوية إلا في الحالات المناسبة.
يجب العلم أن السلطات الأمريكية لم تأذن باستخدام "أوزمبيك" إلا لعلاج مرض السكري، ولكن تم استخدامها أيضًا خارج التوصيات بسبب فعاليتها في التنحيف. أما "سكسندا" و "ويغوفي"، فحصلت الأخيرة على تصريح من السلطات الصحية الأمريكية في عام 2021 لاستخدامها للتنحيف. ومع ذلك، كانت التجارب السريرية المتاحة قليلة وقصيرة جدًا، مما يجعل من الصعب رصد هذه المخاطر في الجهاز الهضمي وفقًا للباحثين في جامعة بريتيش كولومبيا، وهذه هي أول دراسة واسعة النطاق حول هذا الموضوع.