تلعب المناهج التعليمية دورًا محوريًا في صياغة مستقبل الفرد والمجتمع، فهي بمثابة البوصلة التي توجه مسار التعلم واكتساب المعارف والمهارات.
وتُعدّ حجر الأساس لبناء شخصيات قوية قادرة على المساهمة في نهضة المجتمع وتقدمه، ومواكبة تطورات العالم الخارجي في جميع المجالات.
ومن خلال برنامج "بيت العيلة" سوف يتحدث إلينا مختص تربوي دكتور سعادة شتيه حول المناهج التعليمية وأهمية لخدمة الفرد والمجتمع.
هل المناهج التعليمية تراعي قضية بناء الفرد في المجتمع؟
تحدث الدكتور سعادة شتية مختص تربوي، قائلًا: "شئ رائع أن نتناول هذا الموضوع لأهميته وحساسيته أنا أنظر لهذا الموضوع على أنه اللبنة الأساسية التي تؤثر بشكل إيجابي في بناء الفرد وبالتالى تنعكس بشكل إيجابي على المجتمع".
وتابع: "في تقديري أن المختصين في بناء المناهج الأصل أن ياخذوا هذا الموضوع بعين الأعتبار وهم بالفعل فعلوا ذلك".
واستكمل شتيه: "أن تكون هذه المناهج هي مواد معرفية تؤكد وتعزز قيم إيجابية لدى الأفراد داخل المجتمع من أجل أن يكونوا صالحين، ويبنوا المناهج بشكل جيد وشكل تراكمي يعيش مع الطالب أو مع الطفل منذ بداية التحاقه بالمدرسة إلى نهاية دراسته بالمدرسة ويتوجه إلى الجامعة أو الحياة العملية".
وواصل المختص التربوي سعادة: "وهنا يجب أن نقف ونتباين من خلال المؤشرات على أرض الواقعن إلي أي مدى يجب أن يكون المناهج متناسقة لكي نرى البداية والنتيجة المطلوبة مستقبلًا".
وتابع: "بالتأكيد هذا سوف تعكسه الحياة العملية وينعكس على المجتمع بشكل أو بأخر، نحن كعامة من الشعب علينا أن ندرك هل حقيقة هذه المناهج تراعي مثل هذه السلوكيات في تعزيز سلوك الطالب أو تتناول بناء الفرد بشكل إيجابي من النواحي الثلاث معرفية، مهارية، قيمية".
وقال شتية: "المقصود بالقيمية السلوك أو القيمة التي يجب أن يتمتع بها هذا الطالب والتي تكون مناسبة لمجتمعه حتى نضمن أن هذا المنهاج تحقق يجب أن يكون الهدف منه بناء إنسان سليم، مساهم داخل المجتمع ، تنخفض الكثير من السلوكيات المنبوذة داخل المجتمع".
وأضاف: "أن الأصل يكون كذلك لكن الحقيقة هناك عوامل عديدة يمكن أن تؤثر في الموضوع بشكل أو بأخر يمكن أن نقف عليها ونقول هنا أخطئنا وهنا أصبنا من خلال المخرجات الحقيقة الموجودة على أرض الواقع".
كيف نترجم عنوان بناء الفرد في المجتمع إلى خطة عمل
تابع سعادة شتية حديثه: "أنا أقول أن هذا الموضوع ملقى على عاتق المعلمين ، الإدارات المدرسية وعلى عاتق أولياء الأمور".
واستكمل: "أن في تقديري أن الخبراء الذي وضعوا المناهج راعوا هذه القضايا ولكن عملة التنفيذ هي الأساس".
وتسائل المختص التربوي: "هل عملية التنفيد تخرج هذا المنهاج وهذه المادة التعليمية بشكل إيجابي وبشكل يراعي حاجة الطالب لها".
واستطرد: "هل هذه القيم الموجودة داخل المناهج تقدم للطالب من خلال المعلم بشكل إيجابي ، يعيش وينمو معاها وتؤثر فيه أم إنها تقدم بشكل معرفي تنتهي بإنتهاء فحصه في الامتحان الأخير ومن ثم يبقى هذا الكتاب كما نشاهد في نهاية العام الدراسي كما نشاهد في كثير من المدارس العربية".
وأضاف: "هنا ننظر إلي المخرج هل لدينا طالب صالح وأقصد هل منسوب الإشكاليات السلبية التي تؤثر على بناء المجتمع انخفضت بشكل أو بأخرهل المدرسة ساهمت بشكل إيجابي في بناء هذا الفرد كل هذه تساؤلات كثيرة لابد أن نضعها في عين الأعتبار".
إلى أي مدى يجب أن تتوافر هذه المناهج في المراحل الأولى
قال في هذا الشأن: "أن اطلعت على المناهج و أن أسف أن مناهجنا تنتمي إلى المدرسة الشرقية التي تهتم بإكساب الطالب المعارف ليس إلا حيث يذهب الطالب إلى المدرسة يعود إلى المنزل وتكون مهمة الأهل كم حصل هذا الطالب من علامات والمعلم حشو هذا الطالب بكم من المعارف والمعلومات وبالتالي تصبح العلاقة بين الطالب والمدرسة علاقة عدائية".
وواصل: "على الوجه الآخر المدرسة الليبرالية الغربية أصبحت غيرذلك، وأنا اتمنى أن ناخذ بين هذا وذاك حيث تنظر إلي الطالب في السنوات الأولى في عملية بناء سلوكي لهذا الطالب وإكسابه مجموعة من القيم السائدة في هذا المجتمع وبالتالي تركز هذه المدرسة على المواد السلوكية".
وسأل سعادة شتية: كيف نعلم الطالب الحوار وتقبل الآخر كل هذا يقدم للطالب ليس على شكل مادة معرفية وإنما على شكل مهارات حياتية يتم إكسابها للطالب ويقوم المعمل بملاحظة هل اكتسبها الطالب من عدمه".
وأختتم حديثه: "هذا غير موجود إلى حد ما في داخل مدارسنا للأسف الشديد لكن تختلف من معلم إلى آخر ومن مدرسة لآخرى ولكن في المجمل النسبة ضئيلة جدًا".
طالع أيضًا:
دور الأسرة في تمرير المفاهيم الاقتصادية إلى الأبناء