قال نهاد إسماعيل الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي، إن الظاهرة المشتركة في انتخابات دول القارة الأوروبية هذا العام هي التوجه إلى اليمين المتطرف.
وأضاف في تصريحات هاتفية عبر إذاعة الشمس، أن الأمر قد يكون مختلفًا في بريطانيا، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العمال اليساري سيربح الانتخابات المقبلة.
كان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أعلن أن الانتخابات العامة المبكرة ستنطلق في الرابع من شهر يوليو الجاري، وسط توقعات بعودة حزب العمال إلى السلطة بعد 14 عاما من حكم المحافظين.
أسباب انهيار حزب المحافظين في بريطانيا
وأشار إسماعيل إلى أن فوز حزب العمال سيأتي بعد سنوات طويلة من حكم المحافظين الذي بدأ في 2010، حيث واجهت الحكومة أزمات كبيرة، أبرزها أزمة البريكست التي سببت زعزعة للاقتصاد تلتها أزمة الكورونا، والتي أجبرت الحكومة على إنفاق 400 مليار إسترليني لمساعدة الشركات والأفراد، الأمر الذي أدى إلى تصدع الحالة الاقتصادية، وحدوث حالة استياء من حكومة المحافظين.
ويرى إسماعيل أن حكومة المحافظين فشلت في قراراتها الاقتصادية، وقرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما تحدث عن أزمة الهجرة غير الشرعية، وقال إنها شكلت عبئًا على القطاع الصحي والسكاني، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 130 ألف طلب لجوء ينتظر قرار وزارة الداخلية، وهو ما كان سببا وراء ارتفاع شعبية حزب الإصلاح، الذي يلقى قبولا لدى المواطن الإنجليزي، حيث يرفض ملف الهجرة بشكل عام سواء كانت شرعية أم لا.
وتابع: "بريطانيا تنفق يوميا 7 ملايين جنيه استرليني على الفنادق من أجل إيواء المهاجرين غير الشرعيين، حيث لا توجد أماكن كافية لإسكانهم واستيعابهم".
وأشار إلى أن بريطانيا وأوروبا الغربية بشكل عام تعاني من نقص العمالة الماهرة، وهي بحاجة إلى الهجرة من الخارج بشرط أن يكونوا مؤهلين للعمل، وقال إن الكثير من المهاجرين يلجأون إلى انجلترا فقط بسبب رغبتم في الحصول على الخدمات مثل التعليم والصحة بشكل مجاني.
وأكد أن حزب المحافظين بات منهكا وغير قادر على الاستمرار، وكل الاستطلاعات تشير إلى أنه سيخسر في الانتخابات المقبلة، خسارة فادحة وفاضحة، على حد تعبيره.
موقف حزب العمال من القضية الفلسطينية
وأكد إسماعيل أن هناك أصوات قوية ومؤثرة في حزب العمال، تقول إنه يجب الاعتراف بدولة فلسطين، مع ضرورة التوصل إلى حل الدولتين وهو الأمر المتفق عليه من أغلب الأحزاب، ولكن التنفيذ سيكون صعبًا نظرًا لأسباب جيوسياسية عالمية، وموقف الجانب الإسرائيلي.