بدأ الفرنسيون في أقاليم ما وراء البحار الإدلاء بأصواتهم اليوم السبت، في الجولة الثانية والأخيرة من انتخابات تشريعية توصف بأنها تاريخية.
وتراقبها عن كثب العديد من العواصم العالمية نظرًا لصعود اليمين المتطرف وتشكّل "جبهة جمهورية" لمواجهته.
وكان الناخبون في أرخبيل سان-بيار-إيه-ميكلون في شمال المحيط الأطلسي، أول من توجهوا إلى صناديق الاقتراع، حيث يتنافس مرشح ميوله يمينية وآخر اشتراكي.
ويليهم ناخبو غويانا والأنتيل وفرنسيو أميركا الشمالية وبولينيزيا ثم كاليدونيا الجديدة في فترة المساء، أما ناخبو فرنسا القارية وأقاليم ما وراء البحار الأخرى، فسيدلون بأصواتهم غدا الأحد.
انتخابات تاريخية
تعد هذه الانتخابات من الأكثر إثارة للقلق لدى البعض والأمل لدى آخرين، حيث يسعى اليمين المتطرف بقيادة حزب التجمع الوطني برئاسة جوردان بارديلا (28 عامًا) للوصول إلى الحكم.
وقد تشكل حكومة برئاسة اليمين المتطرف سابقة في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.
وأظهرت استطلاعات الرأي قبل اختتام الحملة الانتخابية تقاربًا بين الكتل الثلاث: حزب التجمع الوطني في اليمين المتطرف، تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" في اليسار، ومعسكر الرئيس إيمانويل ماكرون في يمين الوسط.
ويتوقع أن يحصل اليمين المتطرف وحلفاؤه على 170 إلى 210 مقاعد، تليه "الجبهة الشعبية الجديدة" بـ155 إلى 185 مقعدًا، ومعسكر ماكرون بـ95 إلى 125 مقعدًا.
جبهة جمهورية لمواجهة اليمين المتطرف
أدى الخوف من حكومة برئاسة اليمين المتطرف إلى تشكيل "جبهة جمهورية" جديدة، حيث انسحب حوالي 200 مرشح من اليمين ويمين الوسط واليسار لقطع الطريق أمام مرشحي التجمع الوطني في الجولة الثانية.
ونددت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن بهذا التحالف، واصفة إياه بـ"حزب واحد" يجمع "الذين يريدون البقاء في السلطة بخلاف إرادة الشعب".
مخاوف من صعود اليمين المتطرف
حذّر رفاييل غلوكسمان، العضو اليساري في البرلمان الأوروبي، من تراجع عزيمة الناخبين وإمكانية حصول اليمين المتطرف على غالبية مطلقة، قائلاً "ليس مضمونًا أبدًا" ألا يحصل اليمين المتطرف على غالبية مطلقة.
وكما حذر رئيس الوزراء غابريال أتال من أن "الخطر اليوم يتمثل في غالبية يُهيمن عليها اليمين المتطرف، وهذا سيكون مشروعًا كارثيًّا".
احتمال عرقلة سياسية
في حال عدم انبثاق غالبية واضحة، ستهيمن حالة من الإرباك السياسي غير المسبوق.
وتحدث أتال عن احتمال حصول عرقلة سياسية، مؤكدًا أن حكومته يمكنها ضمان استمرارية الدولة "للوقت اللازم" من خلال تصريف الأعمال بانتظار تشكيل حكومة جديدة.
وقال مصدر مقرّب من الرئيس إيمانويل ماكرون الجمعة "يمكن للفرنسيين الأحد فرض ائتلاف جمهوريين في صناديق الاقتراع".
وظهرت فكرة تشكيل ائتلاف واسع يضم جزءًا من اليسار وكتلة الوسط واليمين الرافض لاتفاق مع حزب التجمع الوطني.
ومن المتوقع أن تنتهي الانتخابات وتصدر النتائج دون معرفة من سيحكم فرنسا، وذلك قبل شهر من استضافة باريس للألعاب الأولمبية.
وللتعامل مع أي تجاوزات محتملة مساء الأحد، سيتم تعبئة 30 ألف عنصر شرطة من بينهم خمسة آلاف في باريس.
وتشهد فرنسا نهاية حملة انتخابية مليئة بالتوترات، ويظل مستقبل البلاد معلقًا بانتظار ما ستسفر عنه صناديق الاقتراع في الأيام القادمة.
وإتطلع أيضا: