نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول أمني قوله إنه من الممكن التوصل إلى صفقة تبادل خلال أسبوعين، لكن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يعطل المفاوضات لأسابيع وربما يوقفها.
وأفادت مصادر إسرائيلية مطلعة، امس الجمعة، أن نتنياهو يدير مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بمفرده تقريباً، في حين أظهر استطلاع رأي أجرته القناة الـ12 الإسرائيلية أن 72% من الإسرائيليين يؤيدون استقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأن 64% يطالبون بصفقة تبادل الآن.
إدارة المفاوضات بشكل فردي
أعلنت هيئة البث الرسمية عن مصادر مطلعة قولها أن نتنياهو يدير مفاوضات صفقة التبادل بمفرده، وهو من قرر التشدد في المواقف والتعبير عنها علناً، مشيرة أن نتنياهو يدير كل تفاصيل المباحثات، ويستثمر في الأمر ساعات أكثر بكثير من ذي قبل.
ومن جانبها، أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إلى مخاوف في إسرائيل من أن نتنياهو يحاول عرقلة إبرام صفقة تبادل أسرى، وذلك بعد نشوب خلافات بينه وبين رئيسي الموساد ديفيد برنيع والشاباك رونين بار بشأن بعض بنود مقترح الصفقة.
ووفقا للصحيفة، فإن أبرز نقطة خلاف بين نتنياهو ورئيسي الموساد والشاباك هي أن الأخيرين لا يؤيدان العودة إلى القتال إلا في حال خرق حماس لأي من بنود الاتفاق، في حين يريد نتنياهو العودة للقتال في كافة الأحوال.
وأوضحت الصحيفة أن التصلب العلني لمواقف نتنياهو بشأن القضايا الأساسية للمفاوضات، والإصرار عليها، يمكن أن يؤدي إلى انفجار المباحثات وتعطل الصفقة.
وأشارت إلى أن الخلافات بين نتنياهو ورئيسي الموساد والشاباك قد تؤثر على استعدادات الجيش الإسرائيلي لتنفيذ المرحلة الأولى من مخطط صفقة المحتجزين التي نشرها الرئيس الأميركي جو بايدن وحصلت على مباركة الأمم المتحدة.
ووفقاً للصحيفة، فإن أهم القضايا المثيرة للجدل هي وجود الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا بين غزة ومصر، ومطالبة إسرائيل بمنع عودة مقاتلي حماس إلى شمال قطاع غزة في إطار تنفيذ صفقة المحتجزين.
تحفظات حول مطالب نتنياهو
نقلت وسائل إعلامية، عن مسؤول إسرائيلي مشارك في المفاوضات أن الطلب الجديد لنتنياهو بمنع عودة المسلحين إلى شمال قطاع غزة يمكن أن يعرقل المحادثات بشأن الرهائن.
وأضاف أن بعض أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي أعربوا عن تحفظهم على مطلب نتنياهو وقالوا له إنه غير قابل للتنفيذ، بينما أبلغ نتنياهو أعضاء الفريق المفاوض بأنه متمسك بهذا المطلب.
صفقة جيدة على الطاولة
قال المسؤول الإسرائيلي إن هناك صفقة جيدة على الطاولة يمكن تحقيقها لكن مطلب نتنياهو قد يعطل المحادثات، وأن مطلب نتنياهو لم يكن في المقترح الإسرائيلي المقدم في 27 مايو/أيار الماضي.
وفي وقت سابق من اليوم، قال مكتب نتنياهو إن الأخير يصر على بقاء إسرائيل في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) الواقع بين قطاع غزة ومصر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اكتمال سيطرته على محور فيلادلفيا الحدودي، في 29 مايو/أيار الماضي، مما يعني فصل قطاع غزة عن مصر.
لحظة الحقيقة للرهائن
نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول أمني رفيع أن إسرائيل تعيش حالياً لحظة الحقيقة بالنسبة للرهائن لكن هناك من يعطل الصفقة.
وأضاف: نحن على بعد خطوة لإعادة 20 إلى 30 رهينة على قيد الحياة.
وتابعت القناة أن مسؤولين أمنيين حذروا من أن آلية منع عبور المسلحين ستأخذ وقتاً طويلاً وأن تنفيذها صعب، وإنهم حذروا من احتمال تأجيل إبرام اتفاق وقتل رهائن إضافيين خلال القتال.
وضرب نتنياهو الطاولة في أحد الاجتماعات قائلاً: "أنا رئيس الوزراء وأنا من يقرر".
تناقضات داخلية
نقلت القناة عن مصادر بوفد التفاوض الإسرائيلي نفيها أن يكون رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) ديفيد برنيع قد أعرب عن تأييده للمبادئ الجديدة التي حددها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وطالع ايضا:
نتنياهو يستبعد صفقة تبادل ووقف إطلاق النار قبل خطابه في الكونغرس