في عالم يتسم بالتحولات السريعة والتقنيات المتقدمة، أصبحت عمليات التوظيف والمقابلات أكثر تعقيدًا وتطويرًا من أي وقت مضى.
حيث تزايدت الحاجة إلى استخدام التكنولوجيا من أجل تحسين تجربة المرشحين وضمان عمليات توظيف فعالة ونزيهة.
وتعد تقنيات الذكاء الاصطناعي الملقنة للمتقدمين للوظائف واحدة من أبرز التطورات في هذا السياق، حيث تقدم حلاً مبتكرًا لتحسين أداء المرشحين وتقليل التوتر المرتبط بعمليات المقابلات.
تقنيات التلقين بالذكاء الاصطناعي
ظهرت أدوات جديدة للذكاء الاصطناعي أثارت الجدل، حيث يُستخدمها المتقدمون للوظائف لتجاوز مقابلات العمل، وفقًا لـ "بيزنس إنسايدر"، فقد أحدثت هذه الأدوات، المعروفة بأدوات التلقين، ثورة في كيفية استعداد المرشحين وأدائهم خلال المقابلات.
يُعرض من خلال منصات مثل "Interview Copilot وInterview Assistant"، إرشادات فورية للمتقدمين خلال المقابلات، وإجابات مخصصة تساعدهم على الاستجابة لأسئلة المقابلة بشكل دقيق وفعال.
وتعمل هذه المنصات على تحليل الأسئلة وتوليد إجابات مناسبة، مما يعزز من قدرتهم على التعبير عن أنفسهم بثقة أكبر.
وتتقدم شركات مثل "Final Round AI" في هذا المجال، مع تطوير أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة الباحثين عن عمل، بما في ذلك أدوات إنشاء السيرة الذاتية وكتابة رسائل التعريف.
هذه التطبيقات مثيرة للاهتمام للمرشحين والأصحاب المحتملين للوظائف على حد سواء، مثل برنامج "Copilot" الذكي، الذي يقدم الإجابات في الوقت الفعلي خلال المقابلات، والذي وُصف من قبل مايكل جوان بأنه "الملقن السحري"، رغم أنه لا يعتبر غشًا بحسب تصريحه.
تحولات سوق العمل وتأثيرها على عمليات التوظيف والمقابلات
في زمن انكمش فيه سوق العمل وزادت قوة أصحاب العمل، أصبحت مقابلات العمل أكثر إرهاقًا عن ما كانت عليه في السابق.
وأشارت تقارير من "بيزنس إنسايدر" إلى أن الحصول على وظيفة اليوم يتطلب اختبارات شخصية وتقييمات، مع عدة جولات من المقابلات، وذلك إذا لم يتم رفض المتقدم منتصف الطريق.
من جانبهم، يرون مؤيدو أدوات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الملقنة للمتقدمين للوظائف أنها تساعد على تخفيف التوتر وتوفير تكافؤ الفرص، مما يساعد المرشحين على تقديم أفضل أداء لهم.
تحليل مزايا وتحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في تدريب المتقدمين للوظائف
لا يمكن إنكار أن مساعدة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون موردًا قيمًا للكثيرين، خاصة أولئك الذين قد يواجهون التحديات في التعبير أو التوتر أثناء المقابلات.
فيما يخص النقاش في أوساط العمل، هناك آراء متضاربة بشأن مدى نزاهة هذه الأدوات؛ حيث يعتبرها البعض وسيلة للغش، في حين يرونها آخرون كمساعدة أو تحضير إضافي، ووسيلة للدعم فقط.
على سبيل المثال، يمكن للمرشحين استخدام الملاحظات المفصلة خلال المقابلة الافتراضية لإشارة إلى نقاط رئيسية عن مؤهلاتهم، أو لطرح أسئلة على القائم بالمقابلة، أو لتذكيرهم بمهمة الشركة وقيمها.
يمكن أن تكون هذه الأدوات مساعدة مماثلة للتقنيات البصرية أو الملفات التي يستخدمها الأشخاص لعرض أعمالهم بشكل أكثر فعالية، مشابهة لدور أدوات الذكاء الاصطناعي في تقديم المساعدة للمرشحين خلال المقابلات.
مع ذلك، هناك مخاوف أيضًا حول نزاهة المقابلات ومصداقيتها إذا كان المتقدمون يتلقون مساعدة في الوقت الفعلي من الذكاء الاصطناعي، مما يطرح تساؤلات حول إظهار قدرات المرشحين وإمكانياتهم بشكل حقيقي.
طالع أيضًا
الراتب وساعات العمل.. إرشادات حول عمل الطلاب في الإجازة الصيفية