شهدت العاصمة الفرنسية باريس مساء أمس الجمعة انطلاق فعاليات حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2024 في مشهد غير مسبوق.
وبدأ الحفل بمقطع فيديو جمع بين الكوميدي جمال دبوز وأسطورة كرة القدم السابق زين الدين زيدان في استاد "دو فرانس"، قبل الانتقال إلى عرض مدهش على نهر السين بمشاركة 6800 رياضي أمام معالم باريس التاريخية.
حفل غير تقليدي
للمرة الأولى من نوعها، أقيم حفل الافتتاح خارج الملعب الرئيسي، حيث شاهد الحدث 320 ألف متفرج من مدرجات بُنيت خصيصاً للحفل على ضفاف النهر، بالإضافة إلى نحو 200 ألف متفرج من شرفات المباني المجاورة.
وأعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، انطلاق الدورة الثالثة والثلاثين للألعاب الأولمبية الصيفية أمام برج إيفل، قائلاً الجملة البروتوكولية تحت الأمطار: "أعلن افتتاح دورة الألعاب الثالثة والثلاثين للألعاب الحديثة"، وذلك بعد مرور 100 عام على استضافة باريس للألعاب للمرة الثانية.
اضطرابات في شبكة السكك الحديدية
لكن الاحتفالات لم تخلُ من التحديات، حيث تعرضت شركة السكك الحديدية الفرنسية "إس إن سي إف" ليلة الخميس-الجمعة لهجوم سيبراني كبير هدفه شلّ الشبكة.
وأفادت الشركة بأن الهجوم أدى إلى اضطراب شديد في حركة القطارات، مما أثر على العديد من المسافرين في يوم حفل الافتتاح.
وكما تم إخلاء مطار بازل-مولوز على الحدود الفرنسية السويسرية "لأسباب أمنية".
ونصحت شركة القطارات السريعة "يوروستار" الركاب بعدم السفر أمس الجمعة، وأعلنت إلغاء رحلات عدة بين باريس ولندن إثر عملية التخريب.
وأكدت الشرطة الفرنسية تلقيها تحذيراً بالعثور على قنبلة، مشيرة إلى أن العمليات الأمنية لا تزال جارية.
ردود الفعل
ندد رئيس الحكومة الفرنسية، غابرييل عتال، بأعمال التخريب التي وصفها بأنها "منسقة" و"ذات عواقب هائلة وخطيرة" على شبكة السكك الحديدية.
وكما وصف الوزير المنتدب للنقل، باتريس فيرغريت، الهجوم بأنه "عمل إجرامي مشين"، محذراً من "عواقب بالغة جداً" على حركة القطارات.
وأوضحت شركة "إس إن سي إف" أن "العديد من الأعمال الخبيثة المتزامنة" أثرت على خطوطها الأطلسية والشمالية والشرقية، حيث أضرمت حرائق متعمدة بمنشآت الخطوط السريعة.
ونتيجة لذلك، شهدت حركة القطارات السريعة (تي جي في) اضطرابات كبيرة، وتم تحويل بعض القطارات إلى الخطوط التقليدية، بينما أُلغيت رحلات أخرى.
وصرح رئيس مجلس إدارة شركة السكك الحديدية الفرنسية، جان بيار فاراندو، في مؤتمر صحفي أمس الجمعة، أن الهجوم على شبكة القطارات السريعة أثر على 800 ألف راكب، مشيراً إلى أن الفرق الفنية متواجدة على الأرض لإجراء الإصلاحات التي من المتوقع أن تستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع.
وفي هذه الأثناء، نصحت الشركة الركاب بتأجيل رحلاتهم وعدم التوجه إلى المحطة، وأكدت أن جميع التذاكر قابلة للاستبدال والاسترداد.
ومع تصاعد التوترات، يبقى التحدي الأكبر أمام المنظمين هو ضمان استمرارية الألعاب بسلام وأمان رغم الظروف غير المواتية.
وطالع ايضا:
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.