في عالم الرؤية، حيث نعتز بكل لحظة واضحة وصافية، يظهر الزرق أو (مرض الجلوكوما) كتهديد صامت يتسلل إلى أعماق أعيننا دون أن نلاحظ.
ويُعرف الزرق أو المياه الزرقاء بأنه قاتل صامت للرؤية، حيث يتسلل تأثيره تدريجيًا، محولاً عالمنا إلى ظلال ضبابية وذكريات باهتة.
بينما نستمتع بألوان الحياة وتفاصيلها الدقيقة، يواصل هذا المرض تهديد صحتنا البصرية من دون أن يدرك معظمنا خطورته حتى يكون الأوان قد فات.
ولكن، ماذا لو كان بإمكاننا الكشف المبكر عن هذا التهديد؟ وما هي الخطوات التي يمكننا اتخاذها للحفاظ على بصرنا وضمان مستقبل مشرق؟
ما هو مرض الجلوكوما؟
يعرف هذا المرض أيضا باسم الزرق أو المياه الزرقاء، هو اسم شامل لمجموعة من أمراض العين التي تؤثر على العصب البصري، المسؤول عن نقل المعلومات من العين إلى الدماغ.
يقع العصب البصري في الجزء الخلفي من العين، وإصابته يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر.
في البداية، يشعر الشخص المصاب بالزرق بتضاؤل في مجال الرؤية على أطراف العين.
إذا لم يُعالج المرض، يمكن أن يتفاقم فقدان البصر تدريجيًا، مما قد يؤدي في النهاية إلى فقدان كامل للرؤية.
أعراض الزرق
إذا كان الشخص يعاني من الزرق (الجلوكوما) مفتوح الزاوية، فمن المحتمل أن يكون فقدان الرؤية هو العرض الوحيد.
قد لا يلاحظ المريض ذلك في البداية، لأن العين السليمة تعوّض عن العين المصابة في المراحل الأولى.
في هذه المرحلة، تتضرر الرؤية المحيطية (القدرة على رؤية الأشياء التي ليست أمام العين مباشرة) قبل الرؤية المركزية (الرؤية الناتجة عن سقوط أشعة الضوء مباشرة على البقعة المركزية للعين).
أعراض الزرق مفتوح الزاوية: تكون عادةً معتدلة، مثل الرؤية المشوّشة قليلًا من حين لآخر ولمدة زمنية قصيرة.
أما الأعراض الأكثر حدة التي تدل على الإصابة بالزرق ضيّق الزاوية فتشمل تشوّش الرؤية لفترات زمنية أطول، آلامًا حول العين، رؤية هالات حول نقاط ضوء قوية، احمرار العينين، الغثيان،والقيء
.
أما أعراض الزرق الخِلقي: فتشمل عادةً اغروراق العينين وفرط الحساسية للضوء.
قد تظهر لدى الأطفال أعراض إضافية مثل الحكّة المستمرة، الحوَل، أو إغلاق العينين معظم الوقت.
أسباب وعوامل خطر الزرق
الزرق غالبًا ما ينتج عن الأضرار التي تصيب العصب البصري نتيجة لضغط مرتفع داخل العين.
يحدث هذا الضغط عندما يتراكم فائض من السوائل داخل العين، إما بسبب إنتاج العين لكميات زائدة من السوائل أو بسبب مشكلة في تصريفها.
ومع ذلك، هناك حالات لا يكون فيها الزرق ناتجًا عن ارتفاع الضغط داخل العين، وفي هذه الحالات قد يكون من الصعب تحديد السبب بدقة.
يمكن أن تحدث الإصابة بالزرق أيضًا نتيجة لإصابة في العين، عملية جراحية في العين، أو ورم سرطاني فيها.
كما أن بعض الأدوية، مثل الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)، التي تستخدم لعلاج حالات طبية أخرى، قد تسهم في تطور الزرق.
طرق علاج الجلوكوما
تتم معالجة الزرق عادةً باستخدام الأدوية مثل قطرات العين، ومن الضروري الالتزام باستخدام هذه القطرات بشكل يومي وثابت لضمان فعاليتها.
وقد يحتاج المريض إلى تناول الأدوية على مدى الحياة، في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة للعلاج بأشعة الليزر أو إجراء عملية جراحية.
بالنسبة للأشخاص المتقدمين في السن، قد لا يتمكن العلاج من استعادة الرؤية التي فقدوها، ولكن يمكن أن يساعد في الحفاظ على الوضع القائم من خلال وقف تدمير العصب البصري بتخفيف الضغط داخل العين.
تلقي تشخيص الزرق قد يكون له أثر نفسي كبير، خاصة إذا كان الشخص قد فقد جزءًا من قدرته على الرؤية.
ومع ذلك، يمكن أن تساعد الاستشارة الصحيحة والتوجيه الملائم في العثور على طرق وأساليب للحفاظ على جودة الحياة الطبيعية.
يمكن أيضًا استخدام نظارات مختلفة، مثل نظارات لتكبير النصوص أو لمشاهدة التلفاز، لتسهيل الحياة اليومية ومواجهة تحديات الزرق.
طرق الوقاية من الإصابة بالزرق
يمكن اتخاذ عدة خطوات للوقاية من الزرق، تشمل:
1-إجراء فحوصات منتظمة للعين: قم بزيارة طبيب العيون بانتظام لإجراء فحوصات متوسعة للعين للكشف المبكر عن أي مشاكل.
2-معرفة تاريخ صحة العين العائلية: تعرف على تاريخ الإصابة بالزرق أو مشاكل العين في عائلتك، حيث يمكن أن تكون عوامل وراثية مؤثرة.
3-اتباع العلاج الموصوف: استخدم قطرات العين أو الأدوية الموصوفة بانتظام حسب تعليمات الطبيب.
4-ارتداء واقي للعين: عند ممارسة الأنشطة التي قد تعرض العينين للإصابة، استخدم واقيات العين المناسبة.
طالع أيضًا: