غالبًا ما يُربط ارتفاع حمض اليوريك أو ما يُعرف طبيًا بـ"فرط حمض يوريك الدم" بالنقرس وحصوات الكلى، غير أن الأبحاث الحديثة تكشف عن جانب آخر من تأثيراته الخفية، حيث يمكن أن يطال صحة العين أيضًا.
فبحسب تقرير لموقع "تايمز أوف إنديا"، فإن ارتفاع مستويات حمض اليوريك المزمن قد يؤدي إلى التهاب وإجهاد تأكسدي، إضافة إلى تراكم بلورات أحادية الصوديوم داخل أنسجة العين، مما يعرضها لأضرار طويلة المدى تشمل الجفاف، والتهابات، وحتى تلف الشبكية والعصب البصري.
لماذا يُعتبر ارتفاع حمض اليوريك خطرًا على الرؤية؟
ينشأ حمض اليوريك كمنتج طبيعي من تكسير البيورينات الموجودة في اللحوم الحمراء، والمأكولات البحرية، وبعض البقوليات.
وفي الحالات الطبيعية، يُطرح هذا الحمض عبر البول، لكن عند زيادة إنتاجه أو ضعف الكلى في التخلص منه، يتراكم في الجسم.
هذا التراكم قد يُنتج بلورات دقيقة تتوضع في المفاصل، الكلى، وأحيانًا في العين، مما يسبب التهابات مزمنة وتلفًا في الأنسجة.
وتشير دراسات من المركز الهندي للمعلومات الحيوية إلى أن ارتفاع حمض اليوريك قد يرفع خطر حدوث مضاعفات بصرية خطيرة، ما يستدعي مراقبة مستوياته للحفاظ على صحة العين.
أبرز أمراض العين المرتبطة بارتفاع حمض اليوريك
1- جفاف العين المزمن
يرتبط فرط حمض اليوريك بانخفاض إنتاج الدموع أو ضعف جودتها، مما يسبب جفافًا وتهيّجًا في العين، وأعراضًا مثل الاحمرار، والحرقان، وتشوش الرؤية.
ومع استمرار الجفاف، قد تتعرض القرنية للتلف وتزداد فرص العدوى، لذا يُوصى بإجراء فحوصات دورية للعين للأشخاص المصابين بالنقرس أو ارتفاع حمض اليوريك المزمن.
2- تكوين التوف في أنسجة العين
التوف هو تراكم بلورات حمض اليوريك أحادية الصوديوم في مناطق مختلفة من العين، مثل الجفون أو القرنية أو الملتحمة.
ورغم أن هذه الرواسب قد لا تسبب ألمًا في البداية، إلا أنها بمرور الوقت تؤدي إلى تورم واحمرار واضطراب في الرؤية.
وغالبًا ما يشير وجود التوف إلى فرط حمض يوريك الدم غير المنضبط الذي يحتاج إلى علاج طبي وقد يتطلب تدخلًا جراحيًا في الحالات الشديدة.
3- التهاب العنبية
يُعد التهاب العنبية من المضاعفات المحتملة لارتفاع حمض اليوريك، إذ يؤدي الالتهاب الجهازي والإجهاد التأكسدي إلى تهيّج أنسجة القزحية والجسم الهدبي والمشيمية.
وتشمل الأعراض: ألم العين، الحساسية للضوء، وتشوش الرؤية. وإذا لم يُعالج، فقد يؤدي إلى تلف دائم في الإبصار، مما يجعل الكشف المبكر ضرورة ملحّة.
4- الجلوكوما (المياه الزرقاء)
تشير الأبحاث إلى أن فرط حمض اليوريك قد يسهم في تلف العصب البصري وزيادة خطر الإصابة بـ"الجلوكوما"، نتيجة اختلال الدورة الدموية الدقيقة والإجهاد التأكسدي.
وتُعد الجلوكوما من الأسباب الرئيسية لفقدان البصر التدريجي، لذا فإن ضبط مستوى حمض اليوريك يُعتبر جزءًا من الوقاية الفعالة.
5- مضاعفات الشبكية
يمكن لارتفاع حمض اليوريك المزمن أن يُحدث تغيرات دقيقة في الأوعية الدموية للشبكية، مثل انخفاض كثافة الشعيرات الدموية واعتلال الشبكية.
وتؤدي هذه التغيرات إلى ضعف الرؤية التدريجي، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو اضطرابات التمثيل الغذائي.
لذا، تبقى الفحوصات البصرية المنتظمة أداة رئيسية للحماية من فقدان البصر.
كيف تحمي عينيك من أضرار ارتفاع حمض اليوريك؟
1- العلاج الدوائي
يصف الأطباء أدوية تساعد على خفض مستوى حمض اليوريك في الدم ومنع تكوّن البلورات، مع متابعة طبية دقيقة لضمان فاعلية العلاج وحماية العين.
2- النظام الغذائي الصحي
يُنصح بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالبيورين مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية، واستبدالها بخيارات منخفضة البيورين مثل الخضروات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم، لدعم صحة الكلى والعينين.
3- الترطيب المستمر
شرب الماء بانتظام يُعد وسيلة بسيطة وفعالة لتقليل تراكم حمض اليوريك وطرده عبر البول، مما يقلل خطر ترسب البلورات في الأنسجة.
4- أسلوب حياة متوازن
ممارسة الرياضة بانتظام، الحفاظ على وزن صحي، وتجنب المشروبات الغنية بالفركتوز كلها عوامل تساهم في خفض الالتهابات وتحسين الدورة الدموية، مما يعزز صحة العين ويحميها من التأثيرات الضارة لحمض اليوريك.
طالع أيضًا
تقدم طبي مذهل.. تقنية جديدة تمنح مرضى العيون فرصة الرؤية مجددًا