في عالم مليء بالأمراض المعقدة، يظهر التصلب المتعدد كواحد من أكثر التحديات غموضًا في مجال طب الأعصاب.
ما يبدأ بأعراض بسيطة قد يكون مقدمة لرحلة مع مرض يتسلل بصمت إلى الجسم، مستهدفًا الأعصاب بأعراض غير محددة، مثل اضطرابات بصرية، تنميل في الأطراف، وشعور غامض بالقشعريرة قد تكون مجرد بداية لمواجهة طويلة مع هذا المرض.
فما هي العلامات المبكرة التي يجب الانتباه إليها؟ وكيف يمكن أن يكون جهاز المناعة هو العدو الأكبر للجهاز العصبي؟
التصلب المتعدد: الأعراض والعلامات المبكرة
كشفت الدكتورة آنا بوتينا، أخصائية طب الأعصاب، أن التصلب المتعدد غالبًا ما يظهر في البداية من خلال مجموعة من الأعراض العصبية التي تشمل اضطرابات بصرية وتنميل وقشعريرة في الأطراف.
وأوضحت الدكتورة بوتينا أن جهاز المناعة يهاجم في حالة التصلب المتعدد طبقة الميالين التي تغطي الألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي.
وأشارت إلى أن الأعراض المرتبطة بالمرض تعتمد على موقع التلف في الميالين، في المراحل المبكرة، قد تكون الأعراض غير محددة تمامًا، حيث يمكن أن تتضمن ضعفًا عامًا، تعبًا، اضطرابات في المشي، صعوبة في التذكر، ودوخة.
الأعراض البصرية وتأثير تلف العصب البصري
بحسب "جازيتا"، يعتبر تلف العصب البصري أحد الأعراض الرئيسية للتصلب المتعدد، وقد تظهر هذه المشكلة في عين واحدة وتشمل ضعفًا حادًا في الرؤية، من عدم الوضوح إلى العمى الكامل، بالإضافة إلى ازدواجية الرؤية أو فقدان نصف مجال الرؤية.
تأثيرات التصلب المتعدد على الأطراف
غالبًا ما يشعر المصابون بالتصلب المتعدد بالخدر أو الوخز أو إحساس بالقشعريرة في الأطراف.
يمكن أن يصاحب هذه الأعراض انخفاض أو فقدان حساسية الساقين أو الذراعين أو الجذع.
قد تظهر هذه الأعراض في طرف واحد أو أكثر، وتؤدي إلى ضعف التنسيق واختلال التوازن وصعوبة في تنفيذ الحركات الدقيقة.
أهمية التشخيص المبكر واستشارة الطبيب
أشارت الدكتورة بوتينا إلى ضرورة استشارة الطبيب عند ظهور مثل هذه الأعراض، حيث لا يعتمد تشخيص التصلب المتعدد على الأعراض فقط، إذ قد تتشابه مع أعراض أمراض أخرى.
لتأكيد التشخيص، يتطلب الأمر إجراء فحص طبي مثل عملية البزل القطني (lumbar puncture).
طالع أيضًا