عندما يأتي الأمر إلى العمليات القيصرية، يُعتبر إعطاء المضادات الحيوية للأمهات الحوامل إجراءً قياسيًا في العديد من المستشفيات، ويهدف إلى حماية الأمهات من العدوى بعد الجراحة.
ولكن، هل تساءلت يوماً عن التأثيرات المحتملة لهذه المضادات على أطفالنا حديثي الولادة؟ قد يثير هذا السؤال قلق الكثيرين، خاصةً عندما نعلم أن هذه الأدوية يمكن أن تصل إلى الأطفال قبل قطع الحبل السري.
المضادات الحيوية كإجراء وقائي
تُعتبر إعطاء الأمهات الحوامل مضادات حيوية قبل العملية القيصرية إجراءً روتينياً في العديد من المستشفيات، حيث يُستخدم للوقاية من العدوى بعد الجراحة.
لكن هذا الإجراء يثير بعض التساؤلات حول تأثير هذه الأدوية على كل من الأم والجنين.
حيث تُشير التقارير إلى وجود قلق من التأثير السلبي المحتمل على ميكروبيوم الأمعاء لدى الأطفال حديثي الولادة، في حال وصول المضادات الحيوية إلى الطفل قبل قطع الحبل السري.
ويُعتقد أن ذلك قد يؤثر لاحقاً على اضطرابات المناعة.
دراسة هولندية تؤكد التأثير المحدود
ومع ذلك، أكدت دراسة أجريت في هولندا أن المضادات الحيوية، على الرغم من أنها قد تسبب تغييرات طفيفة في ميكروبيوم الرضيع، إلا أن هذه التأثيرات تكون أقل أهمية مقارنة بتأثير التغذية على الأطفال.
أجرى فريق البحث من جامعة غرونينغن تحليلاً لمجموعتين: الأولى تضمنت 28 زوجاً من الأمهات والرضع، والثانية شملت 79 رضيعاً، واستمرت فترة أخذ عينات من الرضع حتى بلوغهم عامهم الأول.
أهمية التغذية في بناء ميكروبيوم صحي
أظهرت النتائج أن المضادات الحيوية التي تُعطى قبل العملية القيصرية لها تأثيرات محدودة على ميكروبيوم أمعاء الرضيع.
وقد أكدت أبحاث سابقة أهمية التغيرات التي تحدث في ميكروبيوم الأمعاء والأحماض الصفراوية في تطوّر الاضطرابات المناعية لاحقاً في الحياة.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن التغذية تلعب دوراً أهم في بناء بكتيريا صديقة في أمعاء المولود مقارنة بتأثير المضادات الحيوية في هذه المرحلة المبكرة.
طالع أيضًا