توفي الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، مساء الأحد، عن عمر ناهز 100 عام، ليكون أول رئيس أمريكي يتخطى المائة عام. كارتر، الذي تولى الرئاسة بين عامي 1977 و1981، ترك بصمة تاريخية كصانع سلام ومثيرٍ للجدل في الوقت ذاته.
خلال فترة رئاسته الوحيدة، حقق كارتر إنجازاً تاريخياً من خلال وساطته في اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1978، التي تُوجت بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد.
مهندس اتفاقية كامب ديفيد
استمرت المفاوضات 13 يوماً، وخلالها قدم كارتر 23 مسودة للاتفاق، وعمل بشكل منفصل مع الطرفين بعد أن تبين أن التواصل المباشر بينهما لن يحقق تقدماً.
كانت هذه الاتفاقية أول اتفاق سلام بين إسرائيل ودولة عربية، مما أكسب كارتر تقديراً دولياً.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
كارتر يوجه انتقادات لإسرائيل
لكن علاقته مع إسرائيل تدهورت لاحقاً، فبعد مغادرته البيت الأبيض، بدأ كارتر بتوجيه انتقادات حادة لإسرائيل، خاصة فيما يتعلق بسياسات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وفقا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وبلغت انتقاداته ذروتها في عام 2006 عندما أصدر كتابه "فلسطين: السلام لا الفصل العنصري"، الذي أثار جدلاً واسعاً.
ووصف الكتاب السياسات الإسرائيلية بأنها تشبه "الفصل العنصري"، وهو مصطلح أثار غضباً عارماً، حيث اتهمه البعض بمعاداة السامية، بينما رأى آخرون أنه تحدٍّ شجاع للموروث السياسي التقليدي.
رغم تراجع كارتر لاحقاً عن استخدام مصطلح "الفصل العنصري"، إلا أن الجدل الذي أثاره استمر.
نتنياهو يرفض لقاء كارتر
ففي عام 2015، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقائه خلال زيارته لإسرائيل، كارتر بدوره انتقد سياسات نتنياهو، واعتبر أن حل الدولتين أصبح بعيد المنال طالما بقي في السلطة، كما رأى أن حركة حماس، رغم تصنيفها كمنظمة إرهابية، أظهرت اهتماماً بالسلام.
بوفاة كارتر، تُطوى صفحة رئيس ترك إرثاً سياسياً فريداً، جمع بين صنع السلام وإثارة الجدل، ليبقى اسمه محفوراً في التاريخ كأحد أكثر رؤساء أمريكا تأثيراً.
اقرأ أيضا
بايدن يعلن إقامة جنازة وطنية للرئيس الراحل جيمي كارتر في واشنطن