أظهرت دراسة أسترالية حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يواجهون خطرًا أعلى بنسبة 60% للإصابة بآلام أسفل الظهر خلال حياتهم.
الدراسة التي نُشرت في مجلة Arthritis Care and Research تُعد الأولى من نوعها التي تشير إلى أن الاكتئاب قد يكون سببًا مباشرًا لهذه الآلام وليس فقط نتيجة لإصابات جسدية.
الاكتئاب يزيد من خطر آلام أسفل الظهر بنسبة 60%
استندت الدراسة إلى تحليل بيانات 11 دراسة شملت أكثر من 23,000 شخص. النتائج أوضحت أن شدة الاكتئاب ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة بآلام الظهر، مع تقديرات تشير إلى أن 48% من مرضى آلام الظهر يعانون أيضًا من أعراض الاكتئاب.
في أستراليا وحدها، يُعتقد أن الاكتئاب مسؤول عن 61,200 حالة من آلام أسفل الظهر، وفقًا للباحث باولو فيريرا من جامعة سيدني.
لماذا يرتبط الاكتئاب بآلام الظهر؟
أكدت الدراسة على أهمية معالجة الاكتئاب وآلام الظهر بشكل متزامن، حيث أن الفصل بينهما قد يقلل من فعالية العلاج.
تتطلب الحالات المشتركة بين الاكتئاب وآلام الظهر وقتًا أطول للتعافي، وتكون تكاليف علاجها أعلى مقارنة بالحالات الأخرى.
رغم أن الدراسة لم تقدم تفسيرًا نهائيًا، فإنها أشارت إلى عدة عوامل قد تفسر العلاقة بين الحالتين:
1- انخفاض النشاط البدني: الاكتئاب يؤدي إلى قلة الحركة، مما يزيد من خطر الإصابة بآلام الظهر.
2- تدهور جودة النوم: الأرق الناجم عن الاكتئاب يفاقم الألم.
3- اختلالات الناقلات العصبية: تغييرات كيميائية في الدماغ تؤثر على المزاج والألم.
4- عوامل وراثية مشتركة: أشارت دراسات أجريت على التوائم إلى وجود استعداد وراثي للإصابة بالحالتين معًا.
تشير التوصيات إلى أن العلاج الشامل الذي يجمع بين العلاج النفسي والجسدي، مثل التدليك أو النشاط البدني، قد يكون هو الحل الأمثل لتحسين نوعية الحياة.
تظل هذه الدراسة دافعًا لمزيد من الأبحاث لفهم العلاقة بين الاكتئاب وآلام أسفل الظهر، وإيجاد طرق فعالة للتعامل مع هذا التحدي الصحي.
طالع أيضًا