في مشهد مأساوي شهدته بلدة كسيفة في النقب، قُتلت عائشة أبو وادي بدم بارد، الاثنين الماضي، أمام مدرسة أطفالها، حيث كانت تستعد للقائهم بعد فترة من الانقطاع بسبب خلافات عائلية.
لم تكن أبو وادي تدرك أن لحظة لمّ الشمل المنتظرة ستتحول إلى وداع أبدي، بعدما باغتها القاتل وأطلق عليها رصاصاته القاتلة فور نزولها من سيارة الأجرة التي أوصلتها إلى المكان، وفقا لمقطع فيديو مصور التقطته كاميرا المراقبة.
"اشتقتلكم يما بدي آجي أضمك دير بالك على إخوتك"
قبل لحظات من مقتلها، تحدثت عائشة إلى ابنها عبر الهاتف، قائلة: "اشتقتلكم يما، بدي آجي أضمك، وجبتلك هدية"، وأوصته: "دير بالك على إخوتك".
ولم يتم اللقاء، إذ كان القاتل يترصدها، مستغلًا المعلومات التي حصل عليها مسبقًا حول قدومها، ليحول فرحة أطفالها إلى صدمة مأساوية لا تُمحى.
تهديدات على خلفية نزاع عائلي بسبب الزواج الثاني
وتلقت أو وادي تهديدات على خلفية نزاع عائلي، تفاقم بسبب زواجها الثاني بعد وفاة زوجها الأول في حادث طرق، كما أعرب أقاربها عن معارضتهم لزواجها الجديد، مما أدى إلى تفاقم النزاع.
وتمحور النزاع حول قضايا الميراث وحضانة أطفالها، الذين انتقلوا للعيش مع جدّهم وجدّتهم من جهة الأب.
ورغم عرض المسؤولين عليها اللجوء إلى ملجأ للنساء لحمايتها، رفضت ذلك، ربما أملًا في حل النزاع، لكنها دفعت الثمن حياتها.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
اعتقال 7 أشخاص
اعتقلت الشرطة سبعة من أقاربها للاشتباه في تورطهم بالجريمة، وسط تساؤلات حول تقاعس السلطات عن حمايتها رغم علمها بالتهديدات التي تلقتها.
وأعرب سكان كسيفة عن صدمتهم وحزنهم العميق، متسائلين: هل كان يمكن إنقاذها؟ وهل ستتحقق العدالة لأمٍ قُتلت أمام أعين أطفالها؟.
وتضاف جريمة عائشة أبو وادي إلى قائمة طويلة من جرائم العنف ضد المرأة، لتؤكد مجددًا الحاجة إلى تحرك عاجل يضع حدًا لهذا النزيف المستمر.
اقرأ أيضا