تواصل حركة حماس في قطاع غزة استعداداتها لعودة محتملة للقتال مع إسرائيل، بينما يسعى الوسطاء، بقيادة الولايات المتحدة، للحفاظ على الهدنة الهشة.
ووفقا لتقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، تعمل حركة حماس على إعادة تنظيم صفوفها، حيث عيّن جناحها العسكري قادة جدد وبدأ في تتبع مواقع العناصر الميدانية تحسبًا لاستئناف الحرب.
حماس تصلح شبكة الأنفاق
في الوقت نفسه، تُصلح حماس شبكة أنفاقها، وتوزع منشورات تدريبية على عناصرها الجدد حول استخدام الأسلحة وحرب العصابات.
تأتي هذه التحضيرات في وقت تسعى فيه إسرائيل وواشنطن لتمديد الهدنة وإطلاق المزيد من الرهائن، لكن المواقف ما زالت متباعدة.
وتصرّ إسرائيل على نزع سلاح حماس وإنهاء أي دور لها في حكم غزة، وهو ما ترفضه الحركة.
الولايات المتحدة تسعى للوصول لمرحلة ثانية من الهدنة
من جانبها، تسعى الولايات المتحدة للوصول إلى مرحلة ثانية من الهدنة تتضمن مفاوضات طويلة الأمد، لكنها بحاجة إلى مزيد من الوقت بعد انتهاء الهدنة المقررة يوم السبت المقبل.
وذكرت الصحيفة أن رئيس جناح حركة حماس العسكري في شمال غزة، إبراهيم زين العابدين، اجتمع مع قادته لبحث السيناريوهات المحتملة للهجوم الإسرائيلي، محذرًا من أن إسرائيل قد تبدأ بمحاولة السيطرة على ممر استراتيجي يفصل القطاع.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
حماس تحول الذخائر غير المتفجرة لعبوات ناسفة
ووفقًا للتقارير، حوّلت الحركة الذخائر غير المنفجرة إلى عبوات ناسفة، كما نشرت وحدات خاصة للكشف عن أجهزة التنصت التي قد تكون تركها الجيش الإسرائيلي خلال عملياته السابقة.
وفي المقابل، تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن حماس فقدت جزءًا كبيرًا من قدراتها العسكرية والبشرية خلال الحرب الأخيرة، مما يُضعف جاهزيتها القتالية، على الرغم من محاولاتها المستمرة لإعادة بناء قوتها.
انقسام داخلي بين قادة حماس حول المرحلة المقبلة
على الجانب السياسي، تشهد الحركة انقسامًا داخليًا بين قادتها بشأن المرحلة المقبلة، فبينما يُصر القادة الميدانيون في غزة على استمرار العمل العسكري كخيار رئيسي، يميل قادة الخارج، خاصة في الدوحة، إلى اتباع نهج أكثر مرونة، مع التفكير في كيفية إدارة القطاع بعد الحرب.
وبرز هذا التوتر في تصريحات القيادي موسى أبو مرزوق، الذي أقر بأن الحركة قد تكون أخطأت في حساباتها بشأن هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي أشعل فتيل الحرب، لكنه أكد في الوقت ذاته التزام حماس بمواصلة القتال ضد إسرائيل.
حماس تستعرض قوتها خلال الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين
ورغم الخسائر، تستمر حماس في استعراض قوتها من خلال الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، وتنظيم عروض عسكرية تُبرز قدرتها على الصمود وإعادة بناء قدراتها اللوجستية.
وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن الطريق إلى وقف دائم للحرب لا يزال طويلًا، في وقت تُحاول فيه الحركة الحفاظ على توازن بين التصعيد العسكري والمرونة السياسية، وسط ضغط شعبي داخلي واستحقاقات إقليمية ودولية متزايدة.
اقرأ أيضا
شواذ وسماء تمطر أموال..ترامب ينشر فيديو خيالي لغزة المستقبلية