كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من قسم العلوم الطبية التطبيقية بكلية الطب في جامعة نوتنغهام البريطانية عن ارتفاع ملحوظ في مستويات هرمون الجريلين، المعروف باسم "هرمون الجوع"، خلال فترات الصيام الطويلة، بما في ذلك صيام شهر رمضان.
يُنتج هرمون الجريلين في المعدة ويُرسل إلى الدماغ لتحفيز الشعور بالجوع، مما يجعله عاملًا رئيسيًا في تنظيم الشهية والتحكم في كمية الطعام التي يستهلكها الإنسان.
ارتفاع الجريلين أثناء الصيام
أظهرت نتائج الدراسة، التي نُشرت في دورية "كلينيكال نيوترشن"، أن مستويات الجريلين تزداد تدريجيًا خلال ساعات الصيام، وتصل إلى ذروتها قبل وقت الإفطار، مما يعزز الشعور بالجوع ويفتح الشهية.
وبعد تناول الطعام، تبدأ هذه المستويات في الانخفاض. كما أشارت الدراسة إلى أن الصيام المتكرر، مثل صيام رمضان، قد يؤدي إلى زيادة إنتاج الجريلين على المدى الطويل.
التأثيرات الصحية لارتفاع الجريلين أثناء الصيام
تناولت الدراسة التأثيرات المحتملة لارتفاع مستويات الجريلين على ثلاث فئات من الأفراد:
الأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن أو ضعف الشهية
يُعد ارتفاع هرمون الجريلين أمرًا إيجابيًا لهذه الفئة، حيث يساعد في تعزيز الشهية واستعادة الوزن الصحي بعد فترات الامتناع عن الطعام.
الأشخاص الذين يسعون إلى فقدان الوزن أو يعانون من السمنة
قد يشكل ارتفاع الجريلين تحديًا لهذه الفئة، إذ يمكن أن يزيد من الرغبة في تناول الطعام بكميات كبيرة بعد الصيام، مما يصعّب التحكم في السعرات الحرارية المستهلكة.
التأثير على النظام الغذائي العام
الصيام، سواء كان خلال شهر رمضان أو في إطار الحميات المعتمدة على الصيام المتقطع، يعيد تشكيل استجابة الجسم لهرمونات الجوع.
وهذا يتطلب مزيدًا من البحث لفهم كيفية توجيه هذه التغيرات لصالح تحسين الصحة العامة.
تطوير استراتيجيات للتحكم في الشهية
يرى العلماء أن دراسة تأثير الجريلين أثناء الصيام قد تفتح الباب أمام تطوير استراتيجيات غذائية أو دوائية تهدف إلى تنظيم مستويات هذا الهرمون، مما يساعد في تحقيق أقصى فائدة صحية من الصيام دون التأثير السلبي على التحكم في الوزن أو الشهية.
دعوة لمزيد من الأبحاث
أوصى الباحثون بضرورة إجراء مزيد من الدراسات لفهم كيفية تحسين التحكم في الشهية بعد فترات الصيام الطويلة، لا سيما للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات غذائية أو يسعون إلى تحقيق أهداف صحية محددة.
طالع أيضًا