في تصعيد جديد للتوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، اتهم مسؤولون في الإدارة الأميركية تل أبيب بمحاولة إفشال محادثات سرية أجريت في الدوحة بين واشنطن وحركة حماس، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت".
المحادثات، التي كانت تهدف إلى بحث ملف الرهائن الأميركيين في غزة، جرت دون إخطار إسرائيل بعدما أُفشلت جولة سابقة بسبب تدخلات إسرائيلية.
لقاء سري لتجنب عرقلة جهود التفاوض
وأوضح التقرير أن مسؤولين أميركيين أبلغوا مصادر مرتبطة بعائلات الرهائن الإسرائيليين بأن واشنطن فضلت إبقاء اللقاء سريًا لتجنب أي محاولة لعرقلة جهود التفاوض.
وفقًا للتقرير، فإن حكومة بنيامين نتنياهو تعارض بشدة أي قناة اتصال مستقلة بين واشنطن وحماس خارج نطاق الوساطة الإسرائيلية، خوفًا من أن يُفضي الحوار إلى ترتيبات مستقبلية بشأن غزة دون أن تكون إسرائيل الطرف الرئيسي في نقل المعلومات.
وتؤكد مصادر إسرائيلية أن الاجتماع، الذي عُقد للمرة الأولى بين ممثل أميركي ومسؤول كبير في حماس، أثار حفيظة تل أبيب، التي مارست ضغوطًا على مجلس الأمن القومي الأميركي لتعطيل اللقاء السابق.
في المقابل، ترى الإدارة الأميركية أن التواصل المباشر أصبح ضرورة بعدما وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، خاصة مع تلاشي فرص استكمال المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
إسرائيل تواصل التحضير لعملية عسكرية واسعة في غزة
وتقول مصادر أميركية إن إسرائيل تواصل التحضير لعملية عسكرية واسعة النطاق في غزة، ما يعقد الجهود الدبلوماسية ويدفع واشنطن لتسريع المحادثات مع حماس قبل أن تُغلق نافذة الحلول السلمية.
على الجانب الإسرائيلي، برزت انتقادات لنهج واشنطن، إذ اعتبرت مصادر حكومية أن المحادثات المباشرة مع حماس "إشكالية أخلاقيًا وعمليًا"، متخوفة من أن تقتصر الصفقة على إطلاق سراح الرهائن الأميركيين فقط، مما قد يخفف الضغط الدولي على الحركة دون التوصل لاتفاق شامل يشمل جميع الأسرى.
كما أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن حماس تسعى لتمديد وقف إطلاق النار مقابل إطلاق مزيد من الرهائن الإسرائيليين، وهو ما تراه إسرائيل محاولة لتكريس سيطرة الحركة على غزة دون تقديم تنازلات حقيقية.
من جانبه، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن بلاده تجري نقاشات مباشرة مع حماس، مشددًا على أن الهدف هو "مساعدة إسرائيل"، في حين اكتفت تل أبيب بالقول إنها أبلغت واشنطن بموقفها الرافض للتفاوض المباشر.
تصاعد الخلافات بين واشنطن وتل أبيب
يسلط هذا التطور الضوء على اتساع الفجوة بين الحليفين التقليديين، مع تصاعد الخلافات حول طريقة إدارة الملف الفلسطيني ومستقبل قطاع غزة في ظل الانقسام الحاد بين المصالح الأمنية الإسرائيلية والأولويات الإنسانية والسياسية الأميركية.
وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن المشهد مرشح لمزيد من التعقيد، مع استمرار التباين بين رغبة واشنطن في إحراز تقدم سريع لإنقاذ مواطنيها، وإصرار تل أبيب على إبقاء زمام المبادرة في يدها، حتى وإن كان الثمن هو استمرار الجمود السياسي والميداني.
اقرأ أيضا
فرنسا تؤكد ضرورة استبعاد حماس من إدارة غزة وترحب بخطة إعادة الإعمار