يواجه الجيش الإسرائيلي أزمة حادة في صفوف جنود الاحتياط، حيث أظهرت تقارير إعلامية أن نصف الجنود فقط يحضرون للخدمة، بينما يحاول الجيش التغطية على هذه المشكلة، هذا العزوف المتزايد يضعف قدرة إسرائيل على استئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة في حال انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار مع حركة حماس.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "هآرتس"، فإن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديات كبيرة في تجنيد جنود الاحتياط، حيث تشير التقديرات إلى أن نصف القوات في بعض الوحدات لم تلتحق بالخدمة مؤخرًا، هذا الوضع يثير قلق القيادة العسكرية والسياسية، حيث يتعين عليها إقناع الجنود بالعودة إلى ساحة المعركة في ظل تراجع الحماسة للحرب مع مرور الأشهر.
عزوف نصف الجنود الاحتياط
من جانبه، حاول وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش التخفيف من وطأة الأزمة، حيث دعا جنود الاحتياط للاستعداد للاستدعاء القريب للخدمة الإضافية، مؤكدًا أن إسرائيل ستعود قريبًا إلى القتال ضد حركة حماس في غزة.
ومع ذلك، يرى المحللون أن تصريحات سموتريتش تعكس انفصالًا واضحًا بين القيادة السياسية والواقع الميداني، حيث يبدو أن الوزراء لا يدركون حجم التضحيات التي يقدمها الجنود وعائلاتهم.
تأتي هذه الأزمة في وقت حساس بالنسبة لإسرائيل، حيث تواجه تحديات أمنية متزايدة على عدة جبهات، بما في ذلك قطاع غزة والحدود الشمالية مع لبنان وسوريا، يتعين على الجيش الإسرائيلي تعزيز دفاعاته لمنع تكرار هجمات مشابهة لتلك التي وقعت في أكتوبر 2003، مما يزيد من الأعباء على القوات النظامية والاحتياطية على حد سواء.
وتجد الحكومة الإسرائيلية نفسها أمام خيارين صعبين: إما المضي قدمًا في الحرب مع مواجهة أزمة داخلية غير مسبوقة في صفوف الجيش، أو القبول بتسوية قد تؤدي إلى تبعات سياسية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفائه في اليمين المتطرف.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن 70% من الإسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل حتى لو تضمنت تنازلات كبيرة لحماس، مما يزيد من الضغوط على الحكومة لاتخاذ قرار مدروس حول مستقبل العمليات العسكرية.
طالع أيضًا:
مضر الدبس: توقيع اتفاق بين الرئيس السوري وقائد "قسد" ينهي احتمالات الانقسام ويؤكد الوحدة