توعد قائد الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأحد، بالرد على أي هجوم يستهدف بلاده، وذلك عقب تهديدات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لطهران على خلفية الضربات الجوية التي شنتها واشنطن ضد الحوثيين في اليمن.
وحذر ترامب الجماعة المدعومة من إيران من أنها ستواجه "جحيماً لم تره من قبل" إذا لم تتوقف عن شن الهجمات في البحر الأحمر، كما حذر طهران من استمرار دعمها للحوثيين، مؤكداً أن الولايات المتحدة "لن تكون لطيفة" إذا واصلت إيران تهديد مصالحها.
إيران تدين الضربات الأميركية في اليمن
في المقابل، أدانت إيران بشدة الضربات الأميركية، واصفة إياها بـ"الهمجية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن هذه الهجمات "تنتهك ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للقانون الدولي".
واشنطن ليس لها الحق في إملاء سياسة إيران الخارجية
كما شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الأحد، على أن الولايات المتحدة "ليس لها الحق في إملاء سياسة إيران الخارجية"، داعياً إلى وقف ما وصفه بـ"قتل الشعب اليمني".
وتأتي هذه التصريحات بعد أن شنت القوات الأميركية، السبت، أولى ضرباتها الجوية ضد الحوثيين منذ تولي ترامب منصبه في يناير الماضي، مستهدفة مواقع عسكرية في صنعاء وصعدة والبيضاء ورداع. وأسفرت الهجمات، وفقًا للحوثيين، عن مقتل 31 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
جذور التصعيد تعود لحرب غزة
وتعود جذور التصعيد إلى حرب إسرائيل على قطاع غزة في أكتوبر 2023، والتي دفعت الحوثيين إلى شن هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن، في إطار ما وصفوه بأنه "تضامن مع الفلسطينيين".
ورداً على ذلك، نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل ضربات متكررة على أهداف حوثية في اليمن، خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
ورغم دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في يناير، أعلن الحوثيون في 11 مارس استئناف هجماتهم ضد السفن الإسرائيلية، متهمين تل أبيب بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وفي هذا السياق، كتب عراقجي على منصة إكس: "قتل أكثر من 60 ألف فلسطيني، والعالم يحمّل أميركا المسؤولية".
ضربات أميركية وجهود دبلوماسية
وتزامنت الضربات الأميركية مع جهود دبلوماسية يقودها ترامب للضغط على إيران من أجل التفاوض بشأن برنامجها النووي، حيث بعث برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، محذراً من أن رفض طهران التفاوض قد يؤدي إلى عمل عسكري محتمل.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، أعاد ترامب سياسة "الضغوط القصوى" التي اتبعها خلال ولايته الأولى، في محاولة لفرض شروط جديدة على إيران بدلًا من العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018.
ورداً على ذلك، أكد مسؤولون إيرانيون أن طهران لن تدخل في مفاوضات مع واشنطن في ظل استمرار سياسة العقوبات والضغط، مما يعكس تصاعد حدة المواجهة بين البلدين، في وقت يتزايد فيه التوتر الإقليمي بسبب التدخلات العسكرية المتبادلة.
اقرأ أيضا