في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ534، تواجه مفاوضات التوصل إلى هدنة وتحرير المحتجزين تعقيدات متزايدة بعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيين وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، لقيادة فريق التفاوض، ما أثار استياء بعض أعضاء الفريق.
جاءت هذه الخطوة عقب إبعاد رئيس جهاز الموساد دافيد بارنيع ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، الأمر الذي اعتبره البعض دلالة على تبني نهج أكثر تشددًا في المفاوضات، بعيدًا عن المرونة التي أظهرها المسؤولون الأمنيون السابقون.
إسرائيل تتخلى عن اتفاق وقف إطلاق النار
يُنظر إلى ديرمر على أنه مقرب جدًا من نتنياهو، ويمثل سياسته الصارمة، حيث فضّل التمسك بخيار الضغط العسكري بدلاً من تقديم تنازلات لحركة حماس لتأمين إطلاق سراح المحتجزين.
ووفقًا لتقارير صحفية، فإن هذا النهج أدى إلى تخلي إسرائيل عن اتفاق وقف إطلاق النار المرحلي الذي تم التوصل إليه في يناير، والذي كان يفترض أن يبدأ في مارس ويشمل إطلاق سراح المحتجزين الأحياء مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من غزة وإنهاء الحرب بشكل دائم.
بدلاً من ذلك، يدفع نتنياهو وديرمر باتجاه تمديد مؤقت للمرحلة الأولى من الاتفاق، يتضمن الإفراج عن عدد محدود من المحتجزين من قبل حماس، دون الالتزام بالانسحاب الكامل أو إنهاء الحرب.
توتر العلاقات مع الولايات المتحدة
ولم تقتصر التوترات على الداخل الإسرائيلي، بل امتدت إلى العلاقة مع الولايات المتحدة، حيث أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن التحالف بين ديرمر والمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لم يكن ناجحًا.
واقترح ويتكوف في وقت سابق تمديد وقف إطلاق النار حتى نهاية عطلة عيد الفصح اليهودي، مع إطلاق سراح خمسة محتجزين أحياء مقابل عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، لكن حماس رفضت العرض، ما دفع إسرائيل إلى استئناف عملياتها العسكرية في غزة في 18 مارس، بعد نحو شهرين من الهدوء النسبي.
ديرمر ونتنياهو عملا على تعطيل محادثات سرية بين حماس وواشنطن
وفي سياق التوترات الداخلية، ذكرت قناة 12 العبرية أن أعضاء في فريق التفاوض الإسرائيلي انتقدوا ديرمر لعدم قدرته على الحفاظ على سرعة وتيرة المفاوضات التي تميز بها المسؤولون السابقون، مشيرين إلى أنه اختار السفر إلى واشنطن مع مستشار الأمن القومي تساحي هنجابي لمناقشة قضايا أخرى، بدلاً من التركيز على المفاوضات الجارية.
كما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن ديرمر ونتنياهو عملا على تعطيل محادثات سرية بين الولايات المتحدة وحماس كانت تهدف إلى تأمين إطلاق سراح الرهينة الأمريكي المتبقي، عيدان ألكسندر، وهو ما أثار استياءً أمريكيًا.
وتصاعدت الاحتجاجات ضد نتنياهو مع فشل ديرمر في تحقيق أي تقدم يُذكر منذ تعيينه، خاصة بالمقارنة مع رئيسي الموساد والشاباك السابقين، اللذين تمكنا من تأمين إطلاق سراح 33 محتجزًا في وقت سابق، بينهم نساء وأطفال وكبار سن، مقابل إطلاق سراح 1900 أسير فلسطيني.
تفاقن وتصاعد الاحتجاجات ضد نتنياهو
كما تفاقمت الاحتجاجات الأسبوع الماضي بعد قرار الحكومة إقالة رئيس الشاباك ورئيسة النيابة العامة، جالي باهاراف- ميارا، في خطوة اعتبرها معارضو نتنياهو تصعيدًا سياسيًا يهدف إلى إحكام قبضته على المؤسسات الأمنية والقضائية.
وسط هذه الأجواء المشحونة، تظل المفاوضات في طريق مسدود، بينما تستمر العمليات العسكرية في غزة، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في إسرائيل، ويؤجج الخلافات الداخلية حول مستقبل الحرب ومصير المحتجزين.
اقرأ أيضا