فرضت قوات الدعم السريع حصاراً مشدداً، اليوم الاثنين، حول مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي تعد آخر معاقل الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه في الإقليم.
وعززت وجودها في المناطق الشرقية والغربية والشمالية من مدينة الفاشر، وفقاً لشهادات سكان محليين، وسط موجة نزوح كبيرة شهدتها المدينة خلال الأسابيع الأخيرة.
قلق حول مصير آلاف النازحين في زمزم وأبو شوك
وأعربت منظمات طوعية وحركات محايدة عن قلقها البالغ بشأن مصير آلاف النازحين في معسكري "زمزم" و"أبو شوك"، داعية إلى توفير ممرات آمنة لإجلائهم نحو مناطق أكثر أمناً.
واتهمت المجموعات الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني باستخدام المدنيين كدروع بشرية، وتحويل المدينة والمعسكرات المحيطة بها إلى ساحة قتال، عبر حفر خنادق حول المعسكرات.
أوضاع إنسانية مأساوية
من جانبها، أكدت حركة العدل والمساواة المنشقة عن الحركة الأم بقيادة جبريل إبراهيم أن أوضاعاً إنسانية مأساوية تسود داخل المعسكرات، مع معاناة شديدة في الحصول على الغذاء والدواء وضرورات الحياة.
وأشار آدم رجال، المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، إلى استمرار النزوح من الفاشر، موضحاً أن المئات وصلوا إلى منطقة الطويلة الخاضعة لسيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والمأوى.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
لماذا تعتبر مدينة الفاشر محور رئيسي للقتال في السودان؟
وتعد الفاشر منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 محوراً رئيسياً للقتال بعد سيطرة قوات الدعم السريع على معظم مناطق دارفور، حيث أدى الصراع إلى مقتل الآلاف من المدنيين.
وتكمن أهمية إقليم دارفور الاستراتيجية في ارتباطه بحدود مع أربع دول هي ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان، كما يشكل خط الدفاع الغربي الأول عن بقية مناطق السودان بما فيها كردفان والشمالية ونهر النيل.
ويمتد الإقليم على أكثر من ربع مساحة البلاد، بمساحة تقارب 493 ألف كيلومتر مربع، ويقطنه نحو 17% من سكان السودان، الذين يقدر عددهم بنحو 48 مليون نسمة، ما يجعل السيطرة عليه عنصراً حاسماً في مسار الحرب والصراع على السلطة في البلاد.
اقرأ أيضا
سابقة خطيرة.. إسرائيل تضع أقفالا على جميع أبواب غرف الحرم الإبراهيمي
