مفاوضات واشنطن وطهران: حلم ابليس بالجنة؟

مفاوضات واشنطن وطهران: حلم ابليس بالجنة؟

تبدأ يوم السّبت 12 نيسان/ أبريل، وبوساطة عُمانية، مفاوضات بين الولايات المتّحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني بعد تبادل عدد من الرسائل بين الجانبين في الآونة الأخيرة.


وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد، خلال استقباله رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو في زيارته الأخيرة، عن تفاوض مباشر بين الجانبين، مؤكّدًا أنها "قد بدأت".


وكانت زيارة نتنياهو إلى واشنطن قد أثارت قلقًا في الأوساط السياسية الإسرائيلية بسبب توقيتها المفاجئ، وثمة من ذهب لإمكانية وجود مفاجآت غير معلنة، واحتمال طرح ملفات غير متوقعة خلال اللقاء، خاصة أن مكتب مكتب نتنياهو فضل أن تتم الزيارة بعد عطلة عيد الفصح، لكن البيت الأبيض أصر على إجرائها في توقيتها ما أثار تساؤلات حول دوافع هذا الاستعجال والمواضيع التي قد تُطرح على جدول الأعمال.



وسبق أن أعلن مكتب نتنياهو، أنه سيتوجه إلى واشنطن لمناقشة العديد من المواضيع؛ أبرزها الرسوم الجمركية، والملف السوري والعلاقات مع تركيا، ومفاوضات استعادة المحتجزين الاسرائيليين في قطاع غزة، إضافة إلى الملف النووي الإيراني ومعركة إسرائيل مع الجنائية الدولية.


يشار إلى ان عددا من المسؤولين الإسرائيليين رجّحوا بأن نتنياهو يسعى خلال هذه الزيارة إلى الحصول على دعم أميركي لامكانية توجيه ضربة عسكرية ضد إيران ومنشآتها النووية - حلم إبليس في الجنة؟ - في حال فشل المسار الدبلوماسي خاصة وأن ثمة قناعة إسرائيلية متزايدة بأن فرص إحياء الاتفاق النووي مع طهران باتت باهتة هشّة.


إلّا أن ما حدث كان عكس التوقعّات. فالوفد الاسرائيلي لم يكن على علم مسبق بالاتفاق بين ترمب والإيرانيين بشأن مفاوضات بين الطرفين وكانت الصدمة واضحة على وجوه الوفد الإسرائيلي في واشنطن كما أشارت تقارير اسرائيلية.


فعلى سبيل المثال، أورد موقع "والاه" العبري أن نتنياهو يعود من واشنطن "خالي الوفاض" بينما تنطلق المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.


كان من اللافت أيضا خلال هذه الزيارة بعيدًا عن التصريحات والمواقف – لغة جسد نتنياهو، فعدسات الكاميرات كشفت ما وراء الكلمات، ولم تكن لغة جسده في هذا اللقاء تفصيلًا هامشيًا فنتنياهو، من جهته، حافظ على ابتسامة متكلفة ووقفة ثابتة، لكنه لم يبادله التحديق المباشر لفترات طويلة.


حتى طريقة الجلوس أثناء المحادثات، كانت محط أنظار المحللين، في وقت أصبح فيه الأداء البصري لا يقل أهمية عن التصريحات الرسمية.


أما بخصوص المفاوضات، من المثير للاهتمام أن التوقعات حول المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني تحمل العديد من العوامل المعقدة.

استراتيجيا، قد تسعى الولايات المتحدة لتحقيق اتفاق شامل مع إيران يضمن الحد من تطوير برنامجها النووي على المدى الطويل، بحيث تكون هناك ضمانات قوية للتحقق من التزام إيران بشروط الاتفاق.




ومن المحتمل أن تستمر الضغوط على إيران عبر العقوبات الاقتصادية لدفعها إلى تقديم تنازلات..


قد تسعى الإدارة الأمريكية إلى الموازنة بين رغبتها في فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني وبين تحقيق بعض المكاسب السياسية التي قد تسهم في استقرار المنطقة.


أما بالنسبة لإيران، فقد تكون في موقف تفاوضي صعب، حيث تسعى للحصول على تخفيف للعقوبات الاقتصادية التي تؤثر على اقتصادها بشكل كبير، بينما تسعى في نفس الوقت للحفاظ على استقلالها في المجال النووي. ومن المؤكد أنّ للتهديد الأمريكي المباشر باستخدام القوة جزء كبير من رغبة إيران في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي.


إيران قد تطالب بضمانات أكثر أمانًا بشأن مستقبل الاتفاقات، خاصة بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي في العام 2018.


أما بالنسبة للتأثيرات الإقليمية والدولية على المفاوضات، فحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، مثل المملكة العربية السعودية وإسرائيل، قد يكون لديهم دور في الضغط على الولايات المتحدة لضمان عدم السماح لإيران بتطوير قدرات نووية.



روسيا والصين قد تتدخلان بشكل غير مباشر لصالح إيران في هذه المفاوضات، حيث تسعى الدولتان إلى الحفاظ على النفوذ الإقليمي في المنطقة.


أمّا بشأن المخاطر والمستقبل، فقد تواجه المفاوضات العديد من التحديات، مثل الخلافات حول كيفية تطبيق الاتفاق، ومراقبة التزام إيران، وما إذا كان الطرفان سيبنيان الثقة اللازمة لإيجاد تسوية دائمة

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول