كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء، عن معلومات صادمة تتعلق بمجزرة ارتكبتها سرية من لواء "غولاني" التابع للجيش الإسرائيلي، استهدفت طواقم إنقاذ فلسطينية في حي تل السلطان بمدينة رفح بتاريخ 23 مارس الماضي.
ووفقًا لتقرير الصحيفة، أظهرت التحقيقات أن جنود الجيش أطلقوا النار بشكل عشوائي ومتواصل لمدة ثلاث دقائق ونصف تجاه قافلة من مركبات الإسعاف، دون تمييز، ومن مسافة قريبة جدًا، رغم محاولات أفراد الطواقم الطبية التعريف على أنفسهم بوضوح.
تبديل مخازن الذخيرة أثناء القصف
وبيّن التقرير أن الجنود لم يترددوا في تبديل مخازن الذخيرة أثناء القصف، ما يشير إلى نية متعمدة في استهداف الطواقم، في تجاوز صارخ لقواعد الاشتباك والتعليمات العسكرية.
وأفاد التحقيق أن نائب قائد السرية، وهو ضابط احتياط، غيّر مهمة القوة من تلقاء نفسه وأصدر أوامر بإطلاق النار على سيارة إسعاف عند اقترابها من موقع الكمين، ما أسفر عن مقتل اثنين من الطاقم الطبي واعتقال ثالث، فيما ادعى أحد الجنود لاحقًا أن المعتقل اعترف بانتماء الركاب لحماس رغم عدم معرفته باللغة العربية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
إخفاء جثامين الضحايا في رفح
كما أُخفيت جثامين الضحايا وأُطفئت أضواء سيارة الإسعاف، وتم تمرير معلومات مغلوطة إلى قائد اللواء طال ألكوبي، في محاولة للتغطية على الواقعة.
وأظهرت الصور الجوية التي التقطتها طائرات مسيرة إسرائيلية أن أضواء مركبات الإسعاف كانت واضحة بما لا يدع مجالًا للشك، وأن رواية نائب قائد السرية لم تقنع فريق التحقيق حتى بعد إعادة تمثيل الحادثة.
ارتقاء 12 شخص في مجزرة المسعفين
ولم تنتهِ المأساة عند هذا الحد، إذ وصلت قافلة ثانية من سيارات الإسعاف والإطفاء بعد المجزرة الأولى، وكانت تسير بأضواء واضحة، وعند توقفها وترجل الطواقم بملابس واقية، أمر نائب القائد بإطلاق النار مجددًا عليهم من مسافة لا تتجاوز 30 مترًا، رغم وضوح هويتهم وعدم وجود أي تهديد.
أسفر الهجوم عن ارتقاء 12 فردًا من طواقم الإنقاذ، واستمر إطلاق النار المكثف دون مبرر رغم استغاثات الضحايا ومحاولاتهم الهرب.
وبالرغم من اعتراف الجيش الإسرائيلي بخطأ جنوده، اكتفى باتخاذ إجراءات متساهلة، شملت توجيه ملاحظة لقائد اللواء وإقالة نائب قائد السرية، الذي اتُهم أيضًا بتقديم شهادة كاذبة.
وشدد التقرير على أن الادعاء بوجود مقاتلين من حماس بين طواقم الإسعاف لا يستند إلى أي سابقة في العمليات العسكرية الجارية في قطاع غزة، مؤكدًا أن الهدف من نشر نتائج تحقيق الجيش مؤخرًا كان التخفيف من حدة الانتقادات الدولية، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لإجراء تحقيقات جنائية شاملة ومحاسبة المسؤولين عن قتل المدنيين والطواقم الطبية.
اقرأ أيضا
الحرب على غزة|ارتفاع حصيلة الضحايا واستمرار جهود الوسطاء لوقف إطلاق النار