قد تبدو عادة التدخين في المراحيض تصرفًا غريبًا وغير منطقي للوهلة الأولى، لكنها ليست مجرد تصرف عابر.
بل تحمل هذه الظاهرة في طياتها أبعادًا نفسية واجتماعية عميقة تدفع بعض المدخنين للبحث عن لحظات من "الهدوء" خلف أبواب الحمام المغلقة.
فما الأسباب الخفية التي تجعل البعض يربط التدخين بهذا المكان تحديدًا؟ وكيف يؤثر النيكوتين على مشاعرهم وحتى أجسامهم في تلك اللحظات؟
1- المرحاض كمكان للراحة والتخلص من التوتر
بالنسبة للعديد من المدخنين، يُعد الذهاب إلى المرحاض لحظة من الخصوصية والهدوء وسط يوم مزدحم بالضغوط.
هنا يجد المدخن الفرصة ليختلي بنفسه ويخفف من توتره عبر السيجارة، مستمتعًا بلحظة من الاسترخاء المؤقت.
2- الهروب من القيود الاجتماعية الصارمة
في أماكن العمل أو الأماكن العامة حيث يُمنع التدخين، يتحوّل المرحاض إلى ملاذ سري للتحايل على هذه القوانين.
بعيدًا عن الأعين، ينجح المدخن في إشباع حاجته إلى النيكوتين دون التعرض للعقوبات أو الأحكام الاجتماعية.
3- الرابط النفسي بين التدخين والإخراج
يعتقد خبراء النفس أن هناك رابطًا رمزيًا بين إخراج الدخان من الفم وإخراج الفضلات من الجسم.
كلا الفعلين يحملان شعورًا بالتطهير أو التخلص من شيء غير مرغوب فيه، سواء كان جسديًا أو نفسيًا مثل التوتر أو القلق.
4- تأثير النيكوتين على حركة الأمعاء
النيكوتين ليس فقط مهدئًا نفسيًا، بل هو أيضًا منبّه للجهاز الهضمي.
بعض المدخنين يشعرون أن التدخين يحفز حركة الأمعاء، ما يخلق ارتباطًا قويًا بين التدخين في المرحاض وتسهيل عملية الإخراج.
5. الخصوصية والشعور بالأمان النفسي
يوفر المرحاض مساحة آمنة ومنعزلة حيث يمكن للمدخن التدخين دون خوف من الإحراج أو الملاحقة.
هذه البيئة الخاصة تعزز الشعور بالتحكم، مما يجعلها مكانًا مفضلًا للانغماس في هذه العادة.
هل هناك أسباب نفسية أعمق؟
قد يكون وراء هذه العادة قلق مزمن أو اكتئاب، حيث يستخدم المدخن السيجارة كآلية للتكيف مع مشاعره السلبية.
والمرحاض، بخصوصيته، يوفر ملاذًا نفسيًا لتفريغ هذه الضغوط بعيدًا عن العالم الخارجي.
طالع أيضًا