أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو علاقة مثيرة للقلق بين الإشريكية القولونية (E. coli) وزيادة حالات سرطان القولون بين الشباب.
وقد كشف الباحثون عن دور محتمل لبكتيريا الإشريكية القولونية المنتجة للسم الشيغي (STEC) في تحفيز هذا النوع من السرطان، خاصة في الفئة العمرية الأصغر من 40 عامًا.
كيف ترتبط هذه البكتيريا بزيادة الحالات في السنوات الأخيرة؟ وما هي العوامل المساهمة في هذه الظاهرة؟
زيادة حالات تفشي الإشريكية القولونية: تزايد غير مسبوق في 2023
وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، شهدت حالات تفشي الإشريكية القولونية زيادة ملحوظة في 2023، حيث وصل العدد إلى 112 حالة، مقارنة بـ 84 حالة فقط قبل عشر سنوات.
وفي بداية 2024، تم الإبلاغ عن 37 حالة تفشٍ إضافية مرتبطة بنفس السلالة المنتجة للسم الشيغي.
يعود هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، أبرزها الزراعة الصناعية و مقاومة البكتيريا المتزايدة للمضادات الحيوية، وكذلك استخدام المياه الملوثة في ري المحاصيل.
الكوليباكتين: السم الذي قد يُحرض سرطان القولون
أظهرت الدراسة أن سم الكوليباكتين، الذي تنتجه بعض سلالات الإشريكية القولونية، قد يلعب دورًا في تحفيز سرطان القولون، خصوصًا لدى الشباب.
قام الباحثون بتحليل الحمض النووي لـ 981 ورمًا سرطانيًا من 11 دولة، ووجدوا أن الطفرات المرتبطة بالكوليباكتين كانت أكثر شيوعًا لدى المرضى تحت سن الأربعين، بمعدل 3.3 مرات مقارنة بمن هم فوق السبعين.
التعرض المبكر للبكتيريا قد يكون السبب الجذري للسرطان
قال البروفيسور لودميل ألكساندروف، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن التعرض المبكر للبكتيريا في الطفولة قد يكون له دور في ظهور السرطان في وقت لاحق من الحياة.
تم العثور على آثار الكوليباكتين في أورام المرضى في مقتبل العمر، مما يثير تساؤلات حول سلامة الغذاء الموجه للأطفال والمراهقين.
تزايد حالات سرطان القولون بين الشباب: إحصائيات مقلقة
تشير الإحصائيات إلى زيادة ملحوظة في حالات سرطان القولون بين من تقل أعمارهم عن 50 عامًا، خصوصًا في دول مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، و نيوزيلندا.
من المتوقع أن تزيد الإصابات بنسبة 90% بين الفئة العمرية 20-34 عامًا بحلول عام 2030، مع زيادة مدهشة بنسبة 500% بين المراهقين منذ بداية الألفية.
الخبراء يتوقعون أن يكون هناك مسببات مختلفة حسب الدولة، مما يفتح الباب أمام استراتيجيات وقائية موجهة حسب المنطقة.
التغيرات في نمط الحياة والغذاء: الأسباب المحتملة
يشير الأطباء إلى أن التغيرات في الأنماط الغذائية، مثل زيادة استهلاك الأطعمة المعالجة، بالإضافة إلى التلوث البيئي، واختلال توازن ميكروبيوم الأمعاء، قد تساهم في زيادة حالات السرطان بين الشباب.
الدكتور سيدريك ماكفادن، أستاذ جراحة القولون والمستقيم، يحذر من أن هذه ليست اضطرابات معوية مؤقتة بل نتائج صحية خطيرة وطويلة الأمد مثل السرطان.
نصائح للوقاية: حماية الأجيال القادمة
ممارسات صارمة لسلامة الغذاء، مثل غسل الخضروات والفواكه جيدًا.
طهي اللحوم بشكل كامل.
متابعة أخبار سحب المنتجات الغذائية بانتظام.
تعزيز الرقابة على الغذاء لحماية صحة الأجيال القادمة من هذه المخاطر.
طالع أيضًا
كيف تختار الآيس كريم المناسب إذا كنت تعاني من القولون العصبي؟