في ظل جمود مستمر في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تتجه الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو نحو تصعيد عسكري جديد، بعدما حسمت موقفها بالتوسع في العمليات دون تعديل على شروطها الأساسية، وعلى رأسها نزع سلاح حركة حماس.
في المقابل، تصر حركة حماس على التوصل لاتفاق يضمن وقفا شاملا للحرب، وهو ما يضع الجانبين على مسار تصادمي ينذر بمزيد من التصعيد.
إسرائيل لم تحقق أهدافها المعلنة
ورغم مرور أكثر من 18 شهرا على اندلاع الحرب، لم تحقق إسرائيل أهدافها المعلنة، وعلى رأسها القضاء على حماس وتحرير المحتجزين.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن المسلحين الفلسطينيين نجحوا في إدارة حرب استنزاف فعالة، ولا يزالون يحتفظون بما يصل إلى 24 رهينة أحياء، بالإضافة إلى جثث لعشرات آخرين.
وفي تطور نوعي، كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن استعدادات لسيطرة إسرائيل على مناطق إضافية داخل القطاع، وتطبيق نموذج رفح القائم على عزل السكان وإخلاء مناطق شمال ووسط غزة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
خطة موسعة لاستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط
كما عرض رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، خطة موسعة على نتنياهو تشمل استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وهي المرة الخامسة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
وأشارت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة تصعيد تدريجي مدروس، لا تشمل حاليًا سيطرة كاملة لغزة، لكنها تهدف لتوسيع نطاق السيطرة على الأرض.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة معاريف أن عدداً من ألوية الاحتياط سيتم نشرها في مناطق حدودية مثل لبنان وسوريا والضفة الغربية لتعويض القوات النظامية التي ستُعاد إلى جبهة غزة.
رسائل تهديد مباشرة لحماس
بالتزامن مع هذه التحركات، أطلقت إسرائيل رسائل تهديد مباشرة لحماس، نقلتها وسائل إعلام محلية عن مسؤولين بارزين، مؤكدين أن الوقت المتاح أمام الحركة "ينفد"، وأنه "لا مجال للتراجع".
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن هذه التعبئة قد تعكس نية إسرائيل لتغيير استراتيجيتها الميدانية، في محاولة لإجبار حماس على تقديم تنازلات، لكنها تساءلت عن فعالية هذه التكتيكات، خاصة في ظل الصمود الذي أبدته حماس طيلة الحرب.
واستأنفت إسرائيل عملياتها البرية في غزة في 18 مارس الماضي، بعد هدنة استمرت شهرين، إلا أن تقدمها على الأرض ظل بطيئًا رغم كثافة الغارات الجوية، مما يعزز الغموض بشأن قدرتها على تحقيق نصر ميداني حاسم.
حالة قلق بين عائلات الرهائن
في الداخل الإسرائيلي، أثار الإعلان عن استدعاء الاحتياط مجددًا حالة من القلق الشديد، لا سيما بين عائلات الرهائن، التي تخشى أن يؤدي التصعيد إلى مقتل ذويهم.
وقد بادرت هذه العائلات إلى تنظيم حملات للضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى هدنة، في حين تصاعدت الدعوات داخل إسرائيل لإسقاط حكومة نتنياهو، متهمة إياها بإهمال ملف المحتجزين وتغليب المصالح السياسية.
كما برزت تحذيرات من امتعاض واسع في صفوف جنود الاحتياط، الذين تم استدعاؤهم مرارًا منذ بدء الحرب، مما قد يهدد معنويات الجيش وقدرته على مواصلة القتال بكفاءة.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، عن مصادر عسكرية أن بعض الجنود تم استدعاؤهم للمرة السابعة، وسط شكوك متزايدة حول جدوى العمليات الجارية.
ويرى محللون أن هذا التصعيد قد يكون مقدمة لهجوم كاسح على غزة قد يرفع حصيلة الضحايا بشكل غير مسبوق، بينما يرى آخرون أنه مجرد ورقة ضغط قبل جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة إلى الشرق الأوسط، والتي تترقبها إسرائيل بقلق لما قد تحمله من تحولات في السياسات الأمريكية تجاه الملفين الفلسطيني والإيراني.
اقرأ أيضا
زيارة مرتقبة لوزير الدفاع الأميركي لإسرائيل وسط خلافات حول إيران