يرى البروفيسور أيمن يوسف، المحاضر في العلوم السياسية، والمتخصص في العلاقات الدولية، أن حالة حزب الله في لبنان حالة مختلفة تمامًا عن وضع حركة حماس في غزة.
وأضاف في مداخلة هاتفية عبر برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "لبنان دولة مستقلة منفتحة على الإقليم وعلى العالم العربي، بعكس قطاع غزة وهي منطقة محاصرة، ولكن يمكن التفكير في هذا النموذج نتيجة الضغط العسكري الإسرائيلي وحالة الإبادة التي تمارس هناك، ويبدو أن خيارات الفلسطينيين صارت محدودة في قطاع غزة في ظل استمرار الحرب والمعركة".
وأوضح: "إذا استمرت الحرب بهذا الشكل، واستمر الدعم الأمريكي لإسرائيل، واستمرت الحكومة في نفس سياساتها، فإنه من الممكن أن نصل إلى مرحلة قريبة مما حدث في بيروت عام 1982 عندما خرجت قوات منظمة، لأن رحيل حماس من الممكن أن يسفر عن ظهور تنظيم فلسطيني آخر قد يكون أكثر تشددًا، وهذا لن يساعد على استقرار الأوضاع".
وتابع: "قرار الحرب والسلم هو قرار وطني بامتياز يجب مناقشته بالتشاور مع كل الفصائل وفي مقدمتها فتح وحماس، ونحن نتحدث عن نظام فصائل حزبي ثنائي الاستقطاب، وهذا سوف يستمر لفترة ما، والعدوان على غزة يجب أن يثير قريحة الفلسطينيين تحديدًا النخبة الفلسطينية للحديث مستقبلا، البندقية ليست مقدسة، المفاوضات ليست مقدسة، ويجب تجربة أدوات أخرى، والأفضل أن يكون هناك توازن بين العمل الميداني مع رافعة سياسية دبلوماسية".
واختتم حديثه قائلًا: "الدعم العربي الكبير لإنعاش الاقتصاد الأمريكي، والذي ظهر من خلال زيارة ترامب الأخيرة إلى المنطقة، كان يجب أن يكون في المقابل على الأقل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إلا أن الولايات المتحدة نجحت في فصل مسار الاستثمار والسلام الاقتصادي مع العرب عن مسار القضية الفلسطينية والعلاقة مع إسرائيل".