أعرب مركز مناهضة العنصرية، التابع للحركة الإصلاحية، عن قلقه الشديد إزاء تعامل الشرطة الإسرائيلية، مع حادثة الاعتداء على سائقي الحافلات العرب في القدس.
وجاء ذلك في أعقاب الإفراج السريع عن اثنين من مشجعي فريق بيتار القدس بعد اعتقالهما بوقت قصير، رغم الاشتباه في مشاركتهما في الاعتداء العنيف.
وقال المركز إن "اعتقال مشجعين اثنين فقط من بين مئات تواجدوا في موقع الاعتداء هو خطوة أولى لا أكثر، لكن الإفراج عنهما خلال ساعة ونصف فقط، رغم فداحة الاعتداء، هو مؤشر مقلق على استمرار سياسة التراخي والتساهل التي تنتهجها الشرطة في التعامل مع العنف العنصري ضد العرب".
ولتفاصيل أوسع حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، مع المحامية سماح درويش، مديرة المركز لمناهضة العنصرية.
وأكدت سماح درويش، إن هذا القلق، مبني على بيانات، ومعطيات سابقة، لأن الحدث ليس منفردا، ولكنها ظاهرة وممنهجة منذ عدة سنوات.
وشددت على أن هناك نمط متكرر للعنف العنصري، وأن هذه المرة، تعد من المرات القليلة التي يتم فيها توقيف مشتبهين في الأساس، مطالبة النيابة والشرطة بوضع استراتيجية شاملة وطويلة.
وقالت إنه عند حدوث أي اعتداء ضد العرب، نجد حالة من التراخي، وإن هذه الحالة هي مشكلة مرتبطة بالشرطة في المقام الأول، لأنها لا تقوم بالتحقيق ولا الاعتقالات بشكل فوري، مضيفة أن المشكلة مرتبطة أيضًا بالنيابة العامة، التي تتراخى في تقديم لائحة اتهام.
واستطردت سماح درويش: "هناك أيضًا وزارة المواصلات التي لا تعترف حتى اليوم بالسائقين كعاملين جمهور، لكي تزيد العقوبة بالاعتداءات على السائقين، كما أشارت أن هناك أيضًا وزير الأمن الداخلي، الذي اعتبرت أنه "محرض للعنصرية ويشجع الاعتداءات من هذا الشكل".
وعن الخطوات التي يتبعها مركز مناهضة العنصرية، عند توجه إحدى الحالات إليه، أوضحت سماح درويش أن هناك عدة أمور يتم القيام بها؛ أولها حث الناس على عدم التنازل عن تقديم الشكوى، ومن ثم متابعة التحقيق مع الشرطة، موضحة أنهم في كثير من الأحيان يرافقون الضحايا عند التقدم بشكوى إلى الشرطة.
وأضافت أنهم يقومون بمتابعة التحقيق وتقديم كافة أوجه المساعدة القانونية المطلوبة بشكل مجاني لكل المتضررين، وأيضا تقديم المساندة النفسية، والتي يكون أغلب المتضررين من حالات الاعتداء العنصري، بحاجة إليها.