التهاب المفاصل: لماذا تصاب به النساء أكثر من الرجال؟

Shutterstock

Shutterstock

يُعد التهاب المفاصل من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا حول العالم، ولكن هل كنت تعلم أن النساء أكثر عرضة للإصابة به مقارنةً بالرجال؟


 وفقًا لتقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن واحدة من كل أربع نساء بالغات في الولايات المتحدة تعاني من التهاب المفاصل، مقابل واحد من كل خمسة رجال.


هذا المرض المزمن يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة اليومية بسبب الألم، والتيبس، والتعب المستمر.


ويعود سبب زيادة الإصابة بين النساء إلى مجموعة من العوامل الهرمونية والبيولوجية وأنماط الحياة، بحسب تقرير نشره موقع "تايمز أوف إنديا".


الهرمونات: سلاح ذو حدين


يلعب هرمون الإستروجين، المسؤول عن تنظيم الجهاز التناسلي الأنثوي، دورًا مهمًا في صحة المفاصل؛ إذ يساعد على تقليل الالتهاب ويحمي الأنسجة المرنة التي تسهم في سهولة حركة المفاصل.


ولكن عند انخفاض مستويات الإستروجين، كما يحدث في سن اليأس، تعاني العديد من النساء من التيبس والتورم، وأحيانًا من التهابات المفاصل.


هذا الأمر شائع بشكل خاص مع التهاب المفاصل الروماتويدي (RA)، وهو مرض مناعي ذاتي يصيب النساء بثلاثة أضعاف ما يصيب الرجال.


تأثير التغيرات الهرمونية: الدورة الشهرية والحمل وسن اليأس


تؤثر التغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية والحمل وسن اليأس على استجابة الجهاز المناعي أحيانًا، ما قد يؤدي إلى زيادة الألم والتهابات المفاصل بشكل ملحوظ.


اختلاف تكوين المفاصل بين النساء والرجال


تتميز مفاصل النساء بتركيبة مختلفة عن الرجال؛ فالنساء عادةً ما يمتلكن وركين أوسع ومفاصل أكثر مرونة، ما قد يسبب تغييرًا في محاذاة الجسم ويؤدي إلى تآكل أكبر في الركبتين والوركين والكاحلين.


كما أن النساء يمتلكن كتلة عضلية أقل، ما يقلل من دعم المفاصل أثناء الأنشطة اليومية أو ممارسة الرياضة، فيزيد ذلك من الضغط على الغضروف ويرفع احتمال الإصابة بالفصال العظمي، وهو الشكل الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل.


أمراض المناعة الذاتية: عبء إضافي على النساء


تُعد أمراض المناعة الذاتية من الأسباب الرئيسية للإصابة بالتهاب المفاصل، حيث يهاجم الجهاز المناعي الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ.


وتشكل النساء نحو 75% من المصابين بهذه الأمراض. على سبيل المثال، يعتبر التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة من الأمراض الأكثر شيوعًا لدى النساء.


ويعتقد العلماء أن ذلك مرتبط بالجينات واختلاف استجابات المناعة المرتبطة بالهرمونات.


في التهاب المفاصل المناعي الذاتي، يهاجم الجهاز المناعي بطانة المفاصل، مما يسبب الألم المزمن والتيبس وحتى التشوه في حال عدم تلقي العلاج المناسب.


الجينات والوراثة: دور لا يمكن تجاهله


تلعب العوامل الوراثية دورًا في استعداد النساء للإصابة بالتهاب المفاصل. بعض الجينات مثل HLA-DR4، المرتبطة عادةً بالتهاب المفاصل الروماتويدي، تظهر بشكل أكبر لدى النساء أو تكون أكثر نشاطًا لديهن.


وهناك أيضًا اهتمام متزايد بمجال الوراثة فوق الجينية، والذي يدرس تأثيرات البيئة أو الضغط النفسي أو أسلوب الحياة على نشاط الجينات.


هذه العوامل قد تفسر إصابة النساء حتى بدون تاريخ عائلي، وكذلك اختلاف شدة الأعراض بين الجنسين.


زيادة الوزن والالتهاب: خطر مزدوج


زيادة الوزن تعني ضغطًا أكبر على المفاصل الحاملة للوزن مثل الركبتين والوركين.


وبما أن النساء أكثر عرضة للسمنة في العديد من المجتمعات، فإن هذا يزيد من احتمالية الإصابة بالفصال العظمي.


لكن المشكلة لا تتوقف عند الضغط الميكانيكي؛ إذ يفرز النسيج الدهني مواد كيميائية التهابية (السيتوكينات) تزيد من تلف المفاصل، ما يخلق بيئة مثالية لتطور الالتهاب.


إدراك الألم والتشخيص المبكر


تشير الأبحاث إلى أن النساء يشعرن بالألم بشكل أكبر من الرجال، ويرجع ذلك جزئيًا إلى اختلاف طريقة معالجة الدماغ لإشارات الألم.


كما أنهن أكثر استعدادًا لزيارة الطبيب والإبلاغ عن الأعراض في وقت مبكر، ما يؤدي إلى تشخيص الحالات بشكل أسرع.


ويعد هذا الوعي مهمًا جدًا لفهم طبيعة الألم المزمن لدى النساء وضرورة الاهتمام بأعراضهن.


تأثير ضغوط العمل والحياة اليومية


تميل النساء إلى أداء مهام تتطلب استخدامًا متكررًا للمفاصل مثل اليدين والمعصمين والركبتين، ما يزيد من خطر تدهور الغضروف مع مرور الوقت.


وتشمل هذه المهام الأنشطة المنزلية والرعاية الشخصية والعمل، ما يزيد الضغط على المفاصل، خاصة إذا كان هناك ضعف بيولوجي مسبق.


التشخيص المبكر وإدارة الحالة


يعد التشخيص المبكر والتدخل العلاجي المناسب من أهم العوامل التي تساعد على إبطاء تطور التهاب المفاصل وتحسين جودة الحياة.


صحيح أن النساء أكثر عرضة للإصابة، ولكن مع الدعم الطبي واستراتيجيات نمط الحياة الصحية، يمكن للمرأة الحفاظ على صحة مفاصلها والبقاء نشطة في جميع مراحل حياتها.


طالع أيضًا

آلام الظهر في الحمل: الأسباب الشائعة وطرق التعامل معها

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play