أفادت مصادر دبلوماسية، اليوم الخميس، بأن الولايات المتحدة وإيران شرعتا في إجراء اتصالات مباشرة وغير معلنة، وذلك عقب بدء الضربات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، في محاولة لاحتواء التوتر ومنع انزلاق الوضع نحو تصعيد واسع النطاق في المنطقة.
مشاورات عاجلة عبر قنوات خلفية
أوضحت التقارير أن الاتصال تم عبر قنوات دبلوماسية خلفية بوساطة طرف ثالث لم يُكشف عنه رسميًا، بهدف نقل رسائل عاجلة بشأن الضربات الإسرائيلية وتقدير المواقف المستقبلية.
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، فإن الإدارة الأميركية تسعى لمنع أي ردود فعل "غير محسوبة" قد تؤدي إلى توتير إضافي في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط.
مصدر أميركي مطلع صرّح لموقع “أكسيوس”: "الهدف من هذه القناة هو احتواء الموقف ومنع انفجار المشهد، خاصة في ظل تعدد الأطراف المنخرطة."
طهران: نحذر من أي خطوات استفزازية
من جانبها، نقلت وكالة "إرنا" الإيرانية عن مصدر في الخارجية قوله إن طهران أبلغت الجانب الأميركي عبر هذه القنوات بأنها "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تهديد مباشر"، لكنها "لا تسعى إلى تأجيج الصراع أو زعزعة استقرار المنطقة"، بحسب تعبيره.
وأكدت المصادر أن إيران طالبت بضمانات تتعلق بوقف العمليات العسكرية، في حين شدّدت واشنطن على أهمية الالتزام بالقانون الدولي والحفاظ على أمن الملاحة والاستقرار الإقليمي.
المواقف الدولية تتابع بقلق
جاءت هذه الأنباء بالتزامن مع دعوات دولية متكررة لخفض التوتر، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وقف "التحركات العسكرية ذات الطابع التصعيدي" وتوفير مناخ يسمح بعودة الحوار بين الأطراف المعنية.
وأكد الاتحاد الأوروبي في بيان رسمي على ضرورة "تفادي الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة وتعزيز المساعي الدبلوماسية".
مسار هش على حافة التصعيد
الاتصالات المباشرة بين طهران وواشنطن تعكس مدى تعقيد اللحظة الراهنة، إذ تسعى القوى الكبرى لتفادي صدام قد تكون كلفته باهظة، وفي ظل استمرار الضربات واستعدادات الرد، تبقى فرص التهدئة رهينة بنجاح هذه المساعي السرية ومدى جدّية الأطراف في ضبط النفس.
طالع أيضًا:
إسرائيل تلوّح بردّ قوي بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على بئر السبع