أعلن الجيش الإسرائيلي عن سلسلة من الإجراءات الجديدة لإعادة تنظيم مجمعات توزيع المساعدات الإنسانية التابعة لما يُعرف بمؤسسة الإغاثة الإنسانية الأمريكية، وذلك في إطار ما وصفه بـ"تحسين آليات التوزيع وضمان سلامة المدنيين".
وتشمل هذه الخطوات إعادة هيكلة البنية التنظيمية للمجمعات، وتحديث إجراءات الوصول إليها، في ظل تصاعد الانتقادات بشأن الحوادث التي وقعت مؤخرًا في مواقع توزيع المساعدات.
إجراءات جديدة تشمل تسوير المجمعات وتوسيع طرق الوصول
وأوضح الجيش في بيان رسمي أن الإجراءات الجديدة تتضمن تسوير المجمعات وترسيم حدودها بشكل واضح، إلى جانب وضع لافتات إرشادية وتحذيرية، وفتح طرق وصول إضافية لتسهيل حركة المدنيين والمركبات، كما أُقيمت حواجز ونقاط تفتيش جديدة تهدف إلى تنظيم حركة المرور وضمان انسيابية توزيع المساعدات.
وأشار البيان إلى أن هذه الخطوات تأتي في أعقاب مراجعة شاملة للأحداث التي شهدتها مواقع التوزيع خلال الأسابيع الماضية، مؤكدًا أن الهدف هو "تمكين مرور سريع وآمن للسكان، وتوزيع منظم للمساعدات، مع الحفاظ على استمرارية العمليات العسكرية الجارية".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
إغلاق مؤقت لمجمع تل السلطان وإنشاء نقطة بديلة
ضمن الإجراءات الجديدة، تقرر إغلاق مجمع توزيع المساعدات في منطقة تل السلطان بمدينة رفح بشكل مؤقت، وإنشاء نقطة توزيع جديدة في موقع قريب، وفقًا لما أعلنه الجيش. ويُتوقع أن يبدأ العمل في الموقع البديل خلال الأيام القليلة المقبلة، وسط وعود بتحسين ظروف التوزيع وتقليل الازدحام.
خلفية دامية تلقي بظلالها على المشهد
يُذكر أن عشرات المدنيين فقدوا حياتهم في مواقع توزيع المساعدات منذ بدء عمل المؤسسة الأمريكية في مايو/أيار الماضي، نتيجة حوادث وقعت خلال عمليات التوزيع، ما أثار موجة من الغضب والمطالبات بتحقيقات مستقلة وضمانات لحماية المدنيين.
وفي هذا السياق، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان لها: "أي عملية إنسانية يجب أن تضع سلامة المدنيين في مقدمة أولوياتها، ما حدث في مواقع التوزيع مؤلم وغير مقبول، ويجب أن تكون هناك محاسبة واضحة."
بين التنظيم والمساءلة
رغم الخطوات التنظيمية التي أعلن عنها الجيش، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى فاعلية هذه الإجراءات في منع تكرار الحوادث السابقة، وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها دون مخاطر، وبينما تُطرح وعود بتحسين الأداء، يطالب مراقبون بمزيد من الشفافية والمراقبة الدولية لضمان أن تكون المساعدات الإنسانية وسيلة للنجاة، لا ساحة للخطر.
طالع أيضًا:
غادي أيزنكوت يعلن استقالته من الكنيست وانفصاله السياسي عن بيني غانتس