في الآونة الأخيرة، غزت الأسواق ومواقع التواصل الاجتماعي نظارات تُعرف باسم "نظارات الرؤية الليلية"، والتي تُسوّق خصيصًا لسائقي السيارات كوسيلة لتحسين الرؤية في الظلام، بفضل عدساتها الصفراء التي يُقال إنها تقلل وهج الأضواء القادمة من السيارات الأخرى.
لكن، هل فعلاً تقدّم هذه النظارات حلاً فعالًا؟ أم أنها مجرد منتج تجاري يراهن على مخاوف السائقين؟
ماذا تقول الدراسات العلمية؟
بحسب خبراء في طب العيون، فإن هذه النظارات لا تفي بالوعود التي يُروّج لها.
فقد أظهرت دراسات علمية حديثة أن العدسات الصفراء، على الرغم من أنها مزوّدة بطلاء مضاد للانعكاس، لا تُحسن الرؤية الليلية فعليًا، بل قد تقلل من كمية الضوء الداخل إلى العين، ما يؤثر سلبًا على القدرة على رؤية التفاصيل الدقيقة في الظلام.
نتائج تجربة محاكاة القيادة
في دراسة أجريت باستخدام جهاز محاكاة قيادة، طُلب من مجموعة من السائقين استخدام هذه النظارات أثناء القيادة الليلية.
النتيجة؟ لم تُظهر تحسنًا في القدرة على رؤية المشاة أو العقبات، بل في بعض الحالات، تسبب ارتداؤها في تباطؤ ردود الأفعال، مما قد يُهدد السلامة على الطرق.
رأي الأطباء: ليست الحل الأمثل
يؤكد الدكتور أحمد نجيب، أخصائي طب وجراحة العيون، أن "العدسات الصفراء لا تُعدّ حلاً طبيًا لتحسين الرؤية الليلية، بل قد تؤدي إلى انخفاض جودة الرؤية في الإضاءة المنخفضة".
ويُضيف أن الخيار الأفضل لتحسين الرؤية الليلية هو تصحيح البصر باستخدام نظارات طبية أو عدسات لاصقة مخصصة للقيادة، مع ضرورة الحفاظ على صحة العين بشكل عام.
ما البدائل الفعالة لتحسين الرؤية ليلًا؟
إذا كنت تواجه صعوبة في الرؤية أثناء القيادة الليلية، إليك بعض الحلول الواقعية:
قم بفحص بصرك أولاً: تأكد من عدم وجود مشاكل مثل قصر النظر أو تغييرات في عدسة العين.
استخدم كشافات عالية الجودة: مثل كشافات LED أو زينون القانونية.
تقنيات متقدمة للسيارات: في حال كنت تقود باستمرار في طرق مظلمة، فكر في تركيب أنظمة رؤية ليلية حرارية أو تحت الحمراء، إن كانت متوفرة في سيارتك أو يمكن تركيبها.
طالع أيضًا
