يُعد الاحتقان الأنفي من الأعراض الشائعة أثناء الإصابة بنزلات البرد، لكن هل يمكن أن تكون منتجات الألبان، وخاصة حليب البقر، السبب في تفاقم هذه الحالة؟
على الرغم من انتشار الفكرة القائلة بأن شرب الحليب يزيد من المخاط ويسهم في احتقان الأنف، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الأمر ليس بهذه البساطة.
في هذا التقرير، نلقي الضوء على النقاش الدائر بين الخبراء حول تأثير الحليب على الاحتقان الأنفي، مستعرضين أبرز الدراسات العلمية في هذا الشأن.
الحليب والاحتقان الأنفي: دراسة بلا أدلة قاطعة
يتباين الخبراء حول تأثير منتجات الألبان على الاحتقان الأنفي. فبينما يعتقد البعض أن الحليب يزيد من المخاط، لا يوجد دليل علمي قاطع يؤكد هذه الفرضية.
على سبيل المثال، يُنتج الجسم أثناء الإصابة بنزلة برد كمية إضافية من المخاط للمساعدة في التخلص من العدوى.
لكن، بحسب موقع "بيبي سنتر"، فإن شرب الحليب كامل الدسم لا يُسبب إنتاجاً إضافياً من المخاط، وإنما قد يؤدي فقط إلى شعور مؤقت بزيادة كثافة البلغم في الفم.
دراسات علمية تُفنّد العلاقة بين الحليب والمخاط
في دراسة أجراها باحثون على 60 شخصاً مصابين بنزلة برد، طُلب منهم تسجيل كمية الحليب التي تناولواها على مدار 10 أيام، وقياس كمية المخاط التي أنتجوها. لم تجد الدراسة أي ارتباط بين استهلاك منتجات الألبان وزيادة المخاط.
دراسة أخرى تناولت الربو وأعراضه لم تجد أي صلة بين تناول أو شرب منتجات الألبان وتفاقم الأعراض.
كما أن دراسة أخرى قامت بقياس تأثير نوع الحليب على المخاط.
في هذه الدراسة، شرب المشاركون حليب البقر أو حليب الصويا بشكل عشوائي، دون معرفة النوع.
في النهاية، كانت نسبة الشعور بزيادة المخاط مشابهة لدى كل من شرب حليب البقر أو حليب الصويا.
هل يجب تجنب منتجات الألبان أثناء العدوى؟
لا يُنصح بالتوقف عن تناول الحليب أثناء الإصابة بنزلة برد. فالحليب يحتوي على عناصر غذائية أساسية، مثل الكالسيوم وفيتامين د، التي يحتاجها الأطفال للنمو، كما أنه يساعد على ترطيب الجسم.
بدلاً من الامتناع عن شرب الحليب، يمكن تخفيف الاحتقان بطرق أخرى، مثل استخدام قطرات الأنف المالحة أو جهاز ترطيب الهواء.
في حال كان الطفل يعاني من السعال بعد شرب الحليب، يُفضل تدفئته لتقليل تأثيره.
كما أن النوم برأس مرفوعة وتناول أطعمة باردة قد يساهم في تهدئة الحلق، مما يساعد في تخفيف الأعراض.
إذا كان لديك أو لدى طفلك احتقان أنفي أو أعراض نزلة برد، لا داعي للقلق بشأن شرب الحليب.
على الرغم من بعض الاعتقادات الشائعة، لا توجد أدلة علمية كافية تثبت أن الحليب يُسبب احتقان الأنف أو زيادة المخاط بشكل ملحوظ.
التزم بالتوجيهات الصحية الأخرى مثل الراحة والترطيب، ولا تنسَ أن الحليب يظل مصدرًا مهمًا للغذاء خلال فترة المرض.
طالع أيضًا