فشل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، في تمرير مقترح إقصاء النائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير، بعد أن عجز عن حصد الأغلبية المطلوبة من أعضاء الكنيست، ما يعكس تصدعاً داخلياً في صفوف الائتلاف ويثير تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين مكوناته السياسية.
تصويت غير مكتمل: الأرقام تحسم الموقف
المقترح الذي تقدم به عضو الكنيست أفيحاي بوآرون عن حزب الليكود، حصل على تأييد 73 نائباً فقط، في حين عارضه 15 نائباً، وامتنع الباقون أو تغيبوا عن الجلسة، وبحسب القانون، يتطلب تمرير قرار إقصاء نائب منتخب موافقة 90 عضواً على الأقل، وهو ما لم يتحقق.
انقسامات داخل الائتلاف: أزمة التجنيد تلقي بظلالها
الكتل الحزبية مثل "يهدوت هتوراه" و"كاحول لافان" ومعظم أعضاء "ييش عتيد" قاطعوا التصويت أو منحوا حرية التصويت لأعضائهم، احتجاجاً على ما وصفوه بتجاهل الحكومة لالتزاماتها بشأن قانون إعفاء الحريديين من الخدمة العسكرية، هذا الانقسام ساهم بشكل مباشر في سقوط المقترح.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تصريحات متباينة: بين الاتهام والدعوة للشراكة
بوآرون، صاحب المبادرة، هاجم حزب "يهدوت هتوراه" واتهمه بـ"عدم المسؤولية"، قائلاً إن "الربط بين إقصاء نائب يدعم الإرهاب وقانون التجنيد أمر غير مقبول".
في المقابل، قال النائب أيمن عودة: "من هذه الأزمة هناك فرصة كبرى لتوسيع الشراكة العربية–اليهودية القائمة على المساواة والقيم".
خلفية المقترح: منشور مثير للجدل
المقترح استند إلى منشور سابق لعودة على منصة "إكس"، عبّر فيه عن سعادته بإطلاق سراح الأسرى، وهو ما اعتبره بعض النواب دعماً لمنظمات معادية، إلا أن المستشارين القانونيين للكنيست والحكومة أكدوا أن المنشور لا يستوفي المعايير القانونية للإقصاء.
الديمقراطية تحت الاختبار
فشل تمرير المقترح لا يعني نهاية الجدل، بل يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول حدود حرية التعبير والتمثيل السياسي داخل الكنيست، وفي تصريح لعودة، قال: "ما يحدث اليوم ضدي قد يحدث غداً ضد أي نائب عربي يرفع صوته، التراجع أمام هذا المسار يعني فتح الباب لملاحقة كل صوت حر".
طالع أيضًا:
استطلاع: 47% من الإسرائيليين: خوف نتنياهو من انهيار حكومته يمنع صفقة التبادل