أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية عن بدء جولة جديدة من المحادثات النووية هذا الأسبوع بين طهران وعدد من الدول الأوروبية، في محاولة لاستئناف الحوار بشأن البرنامج النووي الإيراني وإحياء التفاهمات السابقة التي تعثرت خلال الفترة الماضية.
جدول المحادثات.. تركيز على آليات التفاهم
في تصريح رسمي، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن اللقاءات ستُعقد في إحدى العواصم الأوروبية بمشاركة ممثلين عن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وبحضور وفد فني إيراني يرأسه نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية علي باقري كني.
وأشار كنعاني إلى أن المحادثات ستتناول مجموعة من القضايا الفنية، أهمها آليات التحقق وتخفيف العقوبات الاقتصادية، إلى جانب سبل تعزيز الثقة بين الأطراف من خلال خطوات متبادلة ومدروسة، مضيفاً: "نحن نرحب بأي مبادرة تؤدي إلى تحقيق الاستقرار وتعزيز التعاون البناء القائم على الاحترام المتبادل."
التحديات النووية وملف الضمانات
مصادر دبلوماسية أفادت بأن الجانب الأوروبي يسعى إلى الوصول لصيغة تسمح بعودة تدريجية للاتفاق النووي لعام 2015، على أن يتم تحديث بعض بنوده بما يتوافق مع المتغيرات الحالية، خصوصاً في ما يتعلق بجولات التخصيب ونسب الإنتاج.
كما أشار مراقبون إلى أن طهران قد تطالب بضمانات قانونية تمنع أي انسحاب مستقبلي من الاتفاق من جانب الأطراف الأخرى، وهو ما يُعد نقطة خلافية سبق وأن عرقلت تقدم الحوار في مرات سابقة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
أجواء دولية ترقب التحوّل
تأتي هذه الجولة من المحادثات في ظل مناخ دولي متوتر، مع تصاعد الدعوات إلى ضرورة التهدئة في ملفات الطاقة والتجارة، وهو ما يجعل الحوار النووي مدخلاً أساسياً لتحقيق التوازن في المنطقة.
وقد رحّب الاتحاد الأوروبي بعودة المحادثات، واعتبرها "فرصة حقيقية لإعادة بناء التفاهمات ومواجهة التحديات المشتركة"، بحسب ما صرّح به أحد المسؤولين في بروكسل لوكالة "فرانس برس".
نافذة دبلوماسية تُفتح من جديد
بين تطلعات الإيرانيين لاسترداد الحقوق الاقتصادية وبين حرص الأوروبيين على منع التصعيد النووي، تمثل هذه المحادثات اختباراً جديداً للإرادات السياسية، ويرى خبراء أن نجاح الجولة المقبلة قد يفتح المجال لاتفاق جزئي يمهد لعودة شاملة في وقت لاحق.
طالع أيضًا: