في اليوم الـ 654 من الحرب، يعيش قطاع غزة على وقع غارات إسرائيلية عنيفة وأزمة إنسانية شديدة، مع بلوغ الجوع وسوء التغذية مستويات كارثية، وسط تحذيرات من مخاطر تطاول عشرات الآلاف من النساء والأطفال الذين يحتاجون إلى علاج عاجل.
أعلن الدفاع المدني في غزة، أمس الأحد، ارتقاء 93 فلسطينياً على الأقل بفعل رصاص الجيش الإسرائيلي أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية، غالبيتهم في شمال القطاع حيث تتفاقم المجاعة والقيود على وصول المساعدات.
وأوضح المتحدث باسم الجهاز، محمود بصل، أن 80 شخصاً ارتقوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات تنقلها شاحنات في شمال غرب مدينة غزة.
من جانبه أكد برنامج الأغذية العالمي أن إحدى قوافله تعرضت لإطلاق نار أثناء عبورها نقاط التفتيش، محذراً من أن العنف ضد المدنيين الجوعى والعاملين في الإغاثة "غير مقبول إطلاقاً".
تحذيرات من انهيار صحي في غزة
وفي سياق متصل، حذر مدير الإغاثة الطبية في غزة، من توافد أعداد كبيرة من المجوعين إلى المراكز الصحية في القطاع، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وشحّ كبير في المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن بعض المستشفيات تواجه خطر الإغلاق خلال الفترة القريبة بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.
من جانبه، قال الدكتور عدي دبور، مدير الفريق الطبي في جمعية الإغاثة الطبية، إن أكثر من ألف فلسطيني قضوا أثناء انتظارهم المساعدات منذ شهر أيار/مايو الماضي، مضيفًا أن "طفلًا من كل سبعة أطفال في غزة يعاني من سوء تغذية حاد"، في مؤشر خطير على تفاقم الأزمة الصحية والإنسانية.
اتفاق وقف إطلاق نار والإفراج عن المحتجزين في غزة
أعرب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، عن اعتقاده بتزايد فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يشمل الإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس.
جاء ذلك خلال زيارة أجراها زامير للقوات الإسرائيلية العاملة في غزة، الأحد، حيث قال إن "إنجازات الجنود في الميدان، ضمن عملية عربات جدعون، تدفع نحو هزيمة حماس وتُهيئ الظروف للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن"، وفق ما نقلته وكالة "أسوشييتد برس" عن مصادر عسكرية.
مفاوضات في العاصمة القطرية
في المقابل، تتواصل منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة دبلوماسية من قطر ومصر والولايات المتحدة، في محاولة للتوصل إلى تسوية تشمل هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً مقابل إطلاق سراح المحتجزين.
ورغم التقارير الإسرائيلية التي تحدثت عن إحراز تقدم في المحادثات، إلا أن اختراقاً حقيقياً لا يزال غائباً عن المشهد.
وأكد زامير في تصريحاته أن الجيش الإسرائيلي يستعد لجميع السيناريوهات، مشيراً إلى أنه سيتم اعتماد أنماط عملياتية جديدة تهدف إلى "تعزيز نقاط القوة، وتقليص مكامن الضعف، وتعميق المكاسب الميدانية". وأضاف أن هذه السيناريوهات ستُعرض على القيادة السياسية لاتخاذ القرار المناسب بشأنها.
اقرأ\ي أيضًا|
"نقترب من الاتفاق ولكن".. ما هي آخر تطورات مفاوضات وقف الحرب في غزة؟