قال محمد ضراغمة، مدير مكتب قناة الشرق في رام الله، إن فرص التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس في مفاوضات الدوحة ارتفعت بشكل كبير هذه المرة.
ويضيف ضراغمة، في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن خلافات الجولات السابقة لم تعد جوهرية أو استراتيجية كما كانت في الماضي، بل بات الخلاف الرئيسي يدور حول عمق الانتشار الإسرائيلي داخل قطاع غزة.
ويؤكد أن تحديد مدى ابتعاد الجيش الإسرائيلي عن الحدود (سواء كان 300 أو 500 أو 1000 متر) فقد أهميته العملية، لأن إسرائيل قادرة على الدخول متى شاءت عبر قوتها الجوية ووسائل الرصد.
كما أوضح أن الجدل حول الخرائط ومسافة الانسحاب ما هو إلا عائق زمني تستخدمه الحكومة الإسرائيلية لتأخير الاتفاق حتى يحين توقيت سياسي يناسبها، مثل توقيت انتهاء الكنيست أو لحظة سياسية محددة، مضيفا "لهذا فالترجيحات كلها تصبُّ في اتجاه التوصل لاتفاق قريب، مع تسوية الفجوات الأخيرة خلال أيام".
عودة سكان الشمال
أما عن مسألة عودة السكان إلى مناطق الجنوب المدَمَّرة مثل رفح وخان يونس أو مناطق الشمال كبَيت لاهيا وجباليا، فاعتبر أنها باتت قضية معنوية أكثر من كونها بديلًا عمليًا، "فالدمار واسع والبنية التحتية منهارة، والناس تتساءل إلى أين يمكن أن نعود أصلا؟”.
وأشار إلى أن حماس تطالب بالرجوع لوضع 13 يناير، حيث كان انتشار الجيش الإسرائيلي محدودًا في أماكن محددة، فيما تكتفي إسرائيل بالتمسك ببعض النقاط الرمزية فقط للمماطلة.
وبخصوص ملفات المساعدات الإنسانية والأسرى، فيؤكد ضراغمة أن تقدماً حقيقياً تحقق خلال المباحثات الأخيرة؛ فقد تم الاتفاق فعليًا على إدخال المنظمات الدولية للمناطق التي تنسحب منها إسرائيل، مع بقاء الشركة الأمريكية تشرف فقط في مناطق وجود الجيش.
تفاؤل بشأن تبادل الأسرى
أما بشأن قضية تبادل الأسرى، لفت ضراغمة إلى أن إسرائيل طالبت بإطلاق سراح 125 أسيرًا فلسطينيًا من المحكومين بالمؤبد مقابل عشرة محتجزين إسرائيليين، ورفعت حماس السقف إلى 200 من المؤبدات، ولا يستبعد ضراغمة التوصل لصيغة مرنة، خصوصًا مع وجود نحو 350 إلى 380 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد.
ومع ذلك تتحفظ إسرائيل على قائمة بأسماء قيادات الحركة الأسيرة أمثال مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعباس السيد وغيرهم، وقد يتم ترحيل الإفراج عنهم للمراحل النهائية أو صفقات لاحقة نظرًا لرمزيتهم، وفقا لمدير مكتب قناة الشرق.
تصاعد الاستيطان في الضفة
وفي الضفة الغربية، ينقل ضراغمة الصورة القاتمة حيث يقول: "الاستيطان يتصاعد والكنتونات تزداد تشديدًا، حرية الحركة شبه معدومة، والحواجز تسيطر على حياة الفلسطينيين الذين يعيشون في عزلة تامة، بينما المستوطنون ينفذون اعتداءات شبه يومية بلا رقيب".
واعتبر أن السياسات الإسرائيلية ترسخ "إبادة سياسية واقتصادية ومعنوية" مع استمرار تردي المشهد الداخلي الفلسطيني.
واشنطن وجس نبض القيادات الفلسطينية
على الصعيد السياسي، تطرق ضراغمة لزيارة السفير الأمريكي مايك هاكبي ولقائه مع قيادات السلطة في رام الله، معتبرًا أن واشنطن بدأت فعليًا جس نبض القيادات الفلسطينية بحثًا عن تصور للمرحلة التالية للحرب في غزة.
الموقف العربي ودور السعودية
كما لفت إلى أن الرهان الحقيقي يبقى على الموقف العربي، وخاصة دور السعودية التي لن تدخل أي ترتيبات إقليمية أو عملية سياسية دون ضمان مشاركة فلسطينية فاعلة، وأشار إلى أنه في ظل حكومة نتنياهو المتشددة لا يُتوقع أي اختراق فعلي في الأفق السياسي إلا بعد تغيير حقيقي في خارطة الحكم داخل إسرائيل أو الإقليم.