قال الدكتور نصر عبد الكريم، الخبير الاقتصادي، إن ما يجري من ترتيبات تجارية بين الولايات المتحدة من جهة، وكل من الصين واليابان وأوروبا من جهة أخرى، يهدف لتحقيق مكاسب مباشرة للاقتصاد الأمريكي.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن ترامب ينتهج سياسة رفع السقف التفاوضي من أجل الحصول على أفضل نتائج للولايات المتحدة دون تخوف حقيقي من أزمة اقتصادية.
وأكد عبد الكريم أن المكاسب التي أحرزتها واشنطن مع اليابان وأوروبا واقعية وحقيقية، تشمل استثمارات وعقود شراء طاقة بعشرات المليارات، بالإضافة إلى رفع رسوم الواردات، متوقعاً أن تحقق هذه الاتفاقات نتائج اقتصادية خلال السنوات القادمة.
وأضاف: "ترامب لا يتخذ خطواته بعشوائية كما يصور البعض بل هو رجل صفقات يعلم تماماً ما يريد، ويعيد ترتيب التوازنات العالمية ليراعي مصلحة بلاده بالدرجة الأولى".
وشدد على أن الإجراءات الجمركية الأخيرة لم ترفع من مستويات التضخم في الولايات المتحدة بشكل مقلق حتى الآن.
مشكلة الصناعة الأمريكية
من جهة أخرى، يرى الدكتور نصر أن مشكلة الصناعة الأميركية الآن ليست فقط في الرسوم، بل في نقص الأيدي العاملة الماهرة نتيجة انتقال المصانع للخارج وأن عودة الاستثمارات لا تضمن حل هذه الأزمة: "تكلفة الإنتاج في الولايات المتحدة أعلى بكثير بسبب الأجور والإيجارات والطاقة، وهذا يعكس نفسه على أسعار المنتجات وقدرتها التنافسية".
وأوضح أن جزءاً كبيراً من أرباح الشركات الأميركية سابقاً كان بسبب انخفاض الكلفة في الخارج، أما اليوم فعودة بعض المصانع رفعت التكلفة قليلاً، لكن الأثر الأكبر يظهر عالمياً.
ماذا حدث؟
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي توصلا إلى إطار عمل حول اتفاقية تجارية، لينتهي بذلك خلافًا استمر شهورًا مع أكبر شريك تجاري لبلاده.
وأكد ترامب فرض ضريبة بنسبة 15% على معظم الواردات من الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة، بما في ذلك السيارات والأدوية وأشباه الموصلات، وذلك بعد محادثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في تيرنبيري، اسكتلندا.