يواصل الجيش الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة عبر شن غارات جوية وبرية، إلى جانب إطلاق نار من الآليات العسكرية والزوارق الحربية، ما أدى إلى سقوط ضحايا ومصابين وتفاقم حالة التوتر في مختلف المناطق.
فقد شنت الطائرات الإسرائيلية، الإثنين، سلسلة غارات استهدفت مدينة رفح جنوبي القطاع، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية شمالي المدينة.
كما أفادت مصادر محلية بإطلاق نار مكثف من الزوارق الحربية قبالة شاطئ بحر السودانية شمال غرب غزة، ترافق مع قذائف صوتية وتحليق بحري مكثف.
تصعيد ميداني وتغيير في خطوط الانسحاب
واصلت الزوارق الحربية إطلاق النار باتجاه السواحل، ما زاد من المخاطر على الصيادين والمناطق الساحلية، كما أطلق الطيران الإسرائيلي نيرانه باتجاه مناطق تقع خلف الخط الأصفر شرق خانيونس، في إطار تصعيد ميداني متواصل.
وتشير مصادر فلسطينية إلى أن إسرائيل تواصل خرق الاتفاق عبر الغارات المتكررة وتغيير النقاط المتفق عليها لخط الانسحاب المعروف بالخط الأصفر، إضافة إلى تقييد وصول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى سكان القطاع.
مواقف فلسطينية وإسرائيلية
حركة حماس دعت إلى الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار، وأدانت الخروقات، مطالبة الوسطاء والدول الضامنة بالتدخل لوقف محاولات تقويض الاتفاق.
وفي المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حكومة بنيامين نتنياهو ما زالت تعارض الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق رغم الضغوط الأميركية، فيما أكد مصدر أمني إسرائيلي أن تطبيق المرحلة الثانية "لا يزال بعيد المنال"، مشيرًا إلى عدم موافقة أي دولة حتى الآن على الانضمام إلى قوة الاستقرار الدولية المزمع نشرها في غزة.
جهود إنسانية وانتشال جثامين
في مدينة غزة، تمكنت طواقم الدفاع المدني من انتشال 14 جثمانًا من تحت أنقاض منزل عائلة سالم الذي دُمّر خلال القصف، وسط ظروف صعبة وإمكانات محدودة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
كما أعلن الدفاع المدني عن بدء عمليات انتشال جثامين من تحت أنقاض منزل عائلة أبو رمضان الذي كان يضم نحو 60 شخصًا، مؤكداً الحاجة إلى معدات ثقيلة لتمكين ذوي الضحايا من دفنهم بكرامة.
أزمة صحية متفاقمة
وزارة الصحة الفلسطينية حذرت من انتشار الأمراض المعدية بين الأطفال، خاصة أمراض الجهازين التنفسي والهضمي، مشيرة إلى أن أعداد المراجعين تفوق القدرة السريرية للمستشفيات بأربعة أضعاف، وأكدت أن الظروف المناخية القاسية المتوقعة خلال الشتاء ستزيد من التحديات أمام القطاع الصحي.
وشدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة بذل كل الجهود لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، فيما حذر الصليب الأحمر من أن الأمطار تزيد من معاناة النازحين وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وتتواصل الخروقات والتصعيد الميداني في غزة، ما يضع اتفاق وقف إطلاق النار أمام اختبار صعب، ويزيد من معاناة المدنيين في ظل أزمة إنسانية خانقة.
وقال الدفاع المدني في بيان: "إن استمرار القصف وغياب المعدات اللازمة يضاعف من صعوبة انتشال الجثامين، والمجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لتوفير الدعم الإنساني وضمان حماية المدنيين."
طالع أيضًا:
غزة| ارتفاع حصيلة الضحايا جراء التصعيد العسكري وسط عاصفة جوية قاسية