استدعى وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، السفيرة الهولندية لدى تل أبيب، مارييت شورمان، لجلسة توبيخ دبلوماسية، في خطوة وصفت بالرد المباشر على قرارات حكومة بلادها التي استهدفت وزراء في الحكومة الإسرائيلية، تأتي هذه الجلسة في ظل توتر متزايد في العلاقات بين إسرائيل ودول أوروبية على خلفية مواقف سياسية متباينة بشأن قضايا أمنية وإنسانية.
قرارات هولندية تثير أزمة
التحرك الهولندي، الذي تمثل في منع الوزيرين الإسرائيليين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش من دخول الأراضي الهولندية، أثار استياءً واسعاً في الأوساط السياسية الإسرائيلية، وجاء القرار إثر اتهامات لهما بإطلاق تصريحات قد تُعتبر تحريضية، إضافة إلى دعم سياسات تعتبرها الدول الأوروبية مخالفة للمعايير الدولية المتفق عليها.
ساعر وصف الخطوة بأنها تهدد أمن إسرائيل وتؤثر سلباً على العلاقات التاريخية بين البلدين، قائلاً: "ما قامت به الحكومة الهولندية لا يُسهم في الاستقرار بل يعمّق الانقسام ويمهّد لتحركات دبلوماسية مضادة".
تصاعد الضغوط الأوروبية
التحرك الهولندي ليس حالة منفردة؛ فقد فرضت دول أخرى مثل بريطانيا وكندا والنرويج ونيوزيلندا قيودًا مشابهة على مسؤولين إسرائيليين، وهو ما يدل على تغير واضح في التعامل الأوروبي مع بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية، وكانت تقارير أوروبية قد أشارت إلى إمكانية تعليق مشاركة إسرائيل في برامج بحثية مشتركة، وسط مطالبات متزايدة بمراجعة علاقات التعاون.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ردود فعل داخل إسرائيل
على الصعيد الداخلي، وصفت جهات في الحكومة الإسرائيلية الخطوة الهولندية بأنها "غير مبررة" وتفتقر إلى أساس قانوني، بينما رأت أطراف أخرى أنها انعكاس لتغير المزاج الأوروبي العام تجاه السياسات الإسرائيلية.
وقد نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر دبلوماسي قوله: "الهولنديون ينفذون أجندة سياسية تفتقر إلى الحياد، وبهذا يخسرون شريكاً مهماً في الشرق الأوسط".
بين التوتر والتقييم الاستراتيجي
في ظل هذه الأزمة، تتجه الأنظار إلى كيفية تعامل إسرائيل مع موجة القرارات الأوروبية، وما إذا كانت ستؤثر على التعاون المستقبلي في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والدفاع، وبين التوبيخات الرسمية والبيانات المتبادلة، تبدو العلاقات الدبلوماسية في مرحلة اختبار جديدة.
طالع أيضًا:
الأونروا: "الممرات الآمنة" في غزة بلا حماية.. والإنزال الجوي ليس الحل الافضل