تستمر الحرب الدامية التي تشنها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة، وسط مجاعة شديدة يمر بها سكان القطاع، وحالة من الغموض تلف المفاوضات التي يقوم بها الوسطاء للتهدئة ووقف إطلاق النار.
ولمزيد من التفاصيل حول الأوضاع في غزة، كانت لنا ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، مداخلة مع محمد ضراغمة، مدير مكتب قناة الشرق في رام الله.
وقال ضراغمة إن هناك فرصة حقيقية لاستئناف المفاوضات الأسبوع المقبل حول صفقة مؤقتة لوقف إطلاق النار في غزة تستمر ستين يوماً وتحرير عشرة محتجزين إسرائيليين، إلا أن أي مؤشرات لإنهاء الحرب بشكل كامل ما تزال غائبة، خاصة مع غياب نوايا صادقة لدى حكومة نتنياهو كما ذكر الوسطاء.
وأوضح ضراغمة أن ما يُرجح هو التوصل لاتفاق جديد قريباً، لكن بعد انقضاء الفترة المؤقتة، وأنه من المتوقع العودة لنقاش نفس الملفات الساخنة: مصير أجزاء من غزة، إمكان ضمها، أو تهجير الفلسطينيين نحو الجنوب.
الخلافات الإسرائيلية الأمريكية.. حقيقية أم تكتيكية؟
ولفت ضراغمة إلى أن إسرائيل لا تزال تحظى بتغطية واضحة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفًا الاختلافات بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية بأنها تكتيكية وليست حقيقية، وأضاف أن حتى المعارضة الإسرائيلية لا تدعو إلا لمواصلة الضربات الجوية واستهداف القطاع، مع استحالة قبول حماس بتسليم سلاحها كما تشترط إسرائيل.
واعتبر أن التحرك الدولي والاعترافات المتتالية بدولة فلسطين تشكل زخماً سياسياً وتضغط على إسرائيل، رغم أنه لا يتوقع أن يؤدي ذلك وحده حالياً إلى نهاية الحرب أو وقف الاستيطان، بل هو بداية لتحولات شبيهة بما حدث في جنوب أفريقيا.
الدور السعودي والدور التركي
وشدد ضَراغمة على أن الزخم الدولي الذي تقوده دول أوروبية كبرى يمكن أن يتطور إذا جاء تغيير في المواقف داخل الولايات المتحدة في المستقبل، كما أن السعودية باتت لاعباً إقليمياً محورياً في مسار حل الدولتين.
وعن المفاوضات الحالية، أشار إلى أهمية الدور التركي الآن، حيث يتواجد معظم قادة حماس في إسطنبول، في ظل بحث الحركة عن قناة ثانية غير مباشرة للتفاوض، ما يعزز فرص الاتفاق المرتقب.
واختتم ضراغمة بالإشارة إلى أن الفجوات بين إسرائيل وحماس باتت طفيفة، وأن التهديدات الإعلامية بالتصعيد أو التوسع العسكري ليست سوى غطاء تفاوضي، متوقعاً بقوة أن يشهد الأسبوع القادم اتفاقاً جديداً لتهدئة مؤقتة، إلا أن الحرب نفسها ستعود للواجهة بعد انتهاء هذه الفترة إذا لم تتغير الحسابات السياسية بشكل جذري.